أردوغان والحرب الوهمية على “داعش”: أنا أو الفوضى!

الذكرى الخمسون لولادة الحركة الاشتراكية العربية

فتح ملفات الفساد السابقة والحالية بتشكيل لجنة “من اين لك هذا”...العبادي يرشق الوزارات ويلغي مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء

الافتتاحية

تظاهرات تناهض المحاصصة والفساد وتطالب بالعيش الكريم

   تتواصل التظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات العراقية المطالبة بتوفير الحدود الدنيا لمستلزمات العيش الكريم: كفرص العمل وتوفير الكهرباء وصرف رواتب العاملين الذين حُرموا من أجورهم كعمال شركات التمويل الذاتي، فضلاً عن ضرورة قيام وزارة التجارة بصرف مستحقات الفلاحين عن المنتوجات التي باعوها للوزارة، بالإضافة إلى وقف الهدر في المال العام ووضع حد لمشكلة الفساد المالي والإداري المتفشية.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

(الصفافير) سوق غاب عنه ضجيجه الجميل!


2015-07-12

 كاظم لازم
استذكر بائع النحاسيات كامل كرادي اغنية المطربة سليمة مراد وهي تردد"انا من اكول اه واذكر ايامي"وهو ينظر بحسرة الى محال السوق المغلقة, كرادي الذي امضى اكثر من ثلاثين عاما وهو يمارس مهنة صناعة الدلات والاواني المنزلية واباريق الشاي في سوق الصفافير قال وهو يشير الى محال القماشة التي انتشرت  في الاشهر الاخيرة كانت اعداد لاحصر لها من الآباء والابناء وهم يصوغون النحاس بمطارقهم الكبيرة والصغيرة من اجل رسم مفردات حضارة العراق وتراثه فوق قطع المعدن القوية. "الاسطة" مجيد الملا الذي افتتح محالا هو واولاده منذ منتصف الستينيات لصنع اطارات صور والفوانيس النحاسية تحدث عن تاريخ السوق ومهن اصحابه قائلا: تعد السوق التي انشأها المنتصر بالله العباسي عندما بنى المدرسة المستنصرية الشهيرة عام 316 هجرية الى جانب اسواق مثل الوراقين التي تسمى الآن سوق السراي وسوق البزازين والعطارين "الشورجة الآن"من اهم اسواق بغداد ويقالان الغرض من انشاء كان لسد احتياجات المدرسة المستنصرية من المطابخ ومعدات وقدور كبيرة وصغيرة وصحون وملاعق واحتياجات المطبخ الاخرى, ويتابع الملا ..من المفارقات التي كانت تحكى عنه ان كتيبة الخيالة الملكية التابعة للحكومة في عهد الملك غازي كانت تمر بموكبها في هذا السوق كي تتعود خيولها على اصوات الضجيج التي كانت تصدر عن مطارق الصفارين كي لاتجفل من الاصوات العالية اذا حدثت مشكلة, واستدعت هذه الكتيبة فرسانها فالصفارين من اهم المهن الحرفية في العراق, فقد كانت اواني الطبخ المنزلية البغدادية ومغسلة اليد والمشربة منذ العشرينيات مصنوعة من النحاس "الصفر"حتى العام 1953 الذي اصدرت فيه وزارة الصحة آنذاك قرارا بعدم استخدام الاواني النحاسية لانها كانت تسبب التسمم ليبدأ بعدها استخدام "الفافون " عوضا عن الصفر التي صارت تصنع منه التحفيات. الحاج فاضل السيد عباس 68عاما الذي كان يعمل نقاشا على النحاس قال : لقد كنا نبيع كل شيء في المحل حتى اعوام السبعينيات بسبب الزيارات اليومية للوافدين والسياح الذين يصلون الى العراق من مختلف دول العالم يضاف اليهم الكثير من اثرياء بغداد الذين تحولوا الى زبائن دائمين من اجل شراء التحفيات والهدايا فقد كان السوق يفتح محاله منذ ساعات الفجر الاولى وصولا الى ساعات المساء, ويتابع النقاش قائلا : بعد اعوام 2003 بدأت العديد من مهن السوق بالاندثار والتلاشي بسبب غياب المواد الاولية لانها كانت مدعومة من الدولة مثل مادتي النحاس الاصفر والاحمر الايطالي التي كانت تعطى لمن يملكون اجازة ممارسة المهنة اما لان فصار الاعتماد على النحاس السوري والايراني يضاف اليها كلف الايجارات وترك الكثير من اهل المهنة وابدالها بمهن اخرى فقد كانت محال السوق حتى نهاية التسعينيات اكثر من ستين محالا , اما الآن فلم يبق منها ألا عشرة محال التي صارت تغلق ابوابها بعد الساعة الثالثة عصرا.
قحطان عبد الله الذي يعمل منذ مطلع التسعينيات في السوق  قال : اختفى زبائننا بسبب الاوضاع الامنية كذلك غياب السواح الذي اثر كثيرا علينا فالشراء صار قليلا لايكاد يغطي ايجارات المحال يضاف اليها زحف الكثير من المهن الى السوق مثل القماشون الذين بسببهم زادت الايجارات الى معدلات كبيرة, ويتحسر قحطان مستذكرا..لقد كان الحرفيون يقفون دون احذية وهم يسحقون قطع المعدن. رياض جمعة الذي كان يصنع اللوحات التي تزين بآيات القرآن الكريم قال : لقد تركتنا وزارة السياحة وهاهو السوق في طريقه للانقراض رغم ان العديد من موظفيها قد زار السوق وقاموا بتسجيل اسمائنا ونوعية مهننا كذلك بقية دوائر الدولة كاامانة بغداد ووزارة الثقافة فالصفافير سوق كان من اهم واجمل اسواق بغداد الشعبية التي اختصت بصناعة الاواني التراثية فمهنة الصفار موجودة منذ القدم فهي تجهز البيوت بما تحتاجه. التدريسي نبيل ثامر تحدث عن السوق قائلا: لقد مرت بحقب تاريخية كثيرة منها في العام 1980عندما تخلى النظام السابق عنه بسبب منعه مادة "الصفر"  لغرض استخدامها في الصناعات الحربية التي كانت توزع بين اصحاب المهن والحرف عن طريق الجمعية التعاونية للحرف والصناعات الشعبية منذ العام 1959ويضيف التدريسي متابعا ان الصفافير ليست سوقا تجاريا بل هو تاريخ وارث بغدادي شعبي وفولوكلوري وكذلك للسوق فضل كبير على الادب والشعر فالخليل ابن احمد الفراهيدي كان قد اشتق الاوزان الشعرية من ضربات مطارقه عندما دخل اليه. واصغى الى ايقاعاته والموسيقى التي تحدثها المطارق وطريقة ادائها المتناغمة ولكن مع الاسف لم توضع له ضوابط قانونية حيث بدأ التنافس على محاله من خلال الايجارات الكبيرة ما جعل الجرفيون يتركون اعمالهم ومهنهم التي توارثوها من آبائهم واجدادهم.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 8
عدد زوار اليوم : 60
عدد زوار أمس : 114
عدد الزوار الكلي : 95613
تظاهرات تناهض المحاصصة والفساد وتطالب بالعيش الكريم فتح ملفات الفساد السابقة والحالية بتشكيل لجنة “من اين لك هذا”...العبادي يرشق الوزارات ويلغي مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء الوفد الامريكي يواصل اجتماعاته بالسليمانية بلقاء طالباني ونوشيروان الادعاء العام يوجه بالابلاغ عن حالات الفساد المالي والاداري غضب وحزن بين الفلسطينيين بعد وفاة الدوابشة الذكرى الخمسون لولادة الحركة الاشتراكية العربية أردوغان والحرب الوهمية على “داعش”: أنا أو الفوضى! زينب 'فنانة الشعب' أول مخرجة في المسرح العربي ليلى كبة كعوش تتواطأ مع اللون لتشي بجماله على القماشة الفرق بين نساء القاعدة وداعش؟!