مشكلة تفسير أسباب الإرهاب

“الناتو” يقترب أكثر من روسيا

الاتحاد الأوروبي يبتلع اتحاد المغرب العربي

الافتتاحية

هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟

  كتب المحرر السياسي
أعلن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في أيار الماضي، ان الحركة حريصة على فصل الدين عن الدولة، في خطوة غير مسبوقة في اوساط تيارات الاسلام السياسي التي تنتمي اليها النهضة، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي إن النهضة ستتحول إلى العمل في الحقل السياسي فقط. قرار الحركة بالفصل الكامل بين العمل الدعوي والسياسي في عملها يعني أنها ستتجه إلى التخصص الوظيفي، بحيث تتفرغ للعمل السياسي الميداني وتحال بقية النشاطات إلى المجتمع المدني.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

معرض باريسي يدعو إلى اغتنام الحياة وقنص اللحظات السعيدة


2016-01-03

 أبو بكر العيادي
يتساءل الزائر وهو يتأمل اللوحات المعروضة بمتحف لوفر لانس الباريسي والمعنون بـ"ارقصوا، قبّلوا من تشاؤون، أفراح ولذائذ عشق في قرن مدام بومبادور"، والتي يعود عهدها في الغالب إلى النظام القديم في فرنسا، أي نظام ما قبل الثورة، هل هي تخليد للحظات سعادة مدنّسة تتحدى الأعراف والتقاليد وتزدري بمحظورات الكنيسة؟ أم هي دعوة إلى اغتنام الحياة وملذاتها الآن وهنا؟ بصرف النظر عما يمكن أن يحدث من بعد، وكأن أصحابها يستحضرون أبيقور وقولته الشهيرة "ولك اللحظة التي أنت فيها فاغتنمها قبل أن تفوت". أو لعلهم يتمثلون قول الخيام "ولست بالغافل حتى أرى/ جمال دنياي ولا أجتلي".
الأعمال المقترحة تعكس انجذابا غير مسبوق إلى حفلات العشق، ذلك المصطلح الذي يحيل على نوع جديد من الفن التشكيلي ظهر في مطلع القرن الثامن عشر، وصار حديث الناس في المحافل العامة والخاصة عندما خلد أنطوان واطّو (1684/1721) تلك الحفلات والمشاهد، لتكون كناية عن فن الإيحاء والشعر والملذات الحسية.
وهو لون طبع أعمال الكثير من المبدعين في حقول الإبداع الأخرى من ماريفو إلى بومارشيه وموزارت، وشتى الفنون الزخرفية. ولم يسلم منه حتى غويا في بداياته، رغم جديته وميله إلى السوداوية، كما هو الشأن في لوحته "الأرجوحة".
وقد رصد أولئك الفنانون كل مظاهر اللهو التي كان أبطالها يتنكرون في أزياء رعاة ينفخون في الشبّابة أو يتقمصون شخصيات الكوميديا ديلاّرتي، في مواقف كانت أشبه بذريعة إباحية.
الأعمال في مجملها تدين في معظمها لأعلام النهضة الإيطالية في البندقية، كتيسيان(1488/1576) وخاصة لوحته الشهيرة "كونشيرتو ريفي"، كما تدين للمشاهد الرعوية الفلندرية التي راجت في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كلوحة "حديقة الحب" لروبنس، و"رقصة عرس? ليان بروغل القديم (وكلتاهما غير معروضتين لأسباب تقنية، تماما مثل "رحلة إلى جزيرة كيتيرا" أشهر لوحة لواطّو)، قبل أن تأخذ شكل أشعار تمثل مواقف غزلية أبطالها فتيان وصبايا يلهون في حديقة أو في بيئة ريفية، بأسلوب ظل على هامش تاريخ الفن الجاد.
والطريف أن تصنيف النقاد لتلك الأعمال جاء ضمن جنس ثانوي حررها من أغلال المعايير الأكاديمية، فنشأ ذلك الفن في حلّ من أي قيد تاريخي أو ديني، وكان نفحة هواء صاف لشبان يبحثون عن أساليب فنية جديدة.
من تلك اللقاءات الغزلية العارضة وسط الجنائن الفيحاء والخضرة الوافرة، أبدع واطّو لوحات سار على هديها رسامون آخرون، سواء بتقليد أسلوبه أو بتطويعه وإخضاعه لرؤيتهم، كفرنسوا بوشيه (1703/1770) الذي عاد إلى عجيبه الشهواني والإكزوتيك الدخيل، وجان باتيست باتر (1695/1725) الذي مال إلى نوع من الإيروسية الواضحة بالكشف عن سيقان بعض الصبايا في لحظة استحمام، ونيكولا لانكريه (1690/1743) الذي خلع عن الحفلات بعدها الخيالي لينزّلها في واقع تلك الفترة، بتكثيف التفاصيل والتركيز على بعض الوجوه المعروفة.
وآخر المنجذبين إلى هذا الجنس الجديد كان جان هونوري فراغونار (1632/1706) الذي طرح جمالية حالمة قريبة من التجريدية يأتلف فيها الخيال بالواقع. وبذلك ابتكر أولئك الفنانون عالما تبدو فيه الحياة مرحا متواصلا والطبيعة زاهية على الدوام وكأنها عالم أبدي لا يحصره زمن.
وهم في ذلك إنما يعبرون عن روح عصرهم الذي كانت فيه الماركيز مدام دو بومبادور، (عشيقة لويس الخامس عشر المفضلة، وحامية الكتاب والفنانين، إذ ساعدت فولتير في الحصول على منصب، وتدخلت لنشر الجزأين الأولين من موسوعة ديدرو ودالمبير، ودافعت عن مونتسكيو إثر صدور كتابه "روح القوانين" على سبيل المثال)، ترفع عقيرتها بالغناء لتصدح "ادخلوا حلبة الرقص، انظروا كيف نرقص، اقفزوا، ارقصوا، قبّلوا من تشاؤون".
الغاية عندهم هي تخيّر مكان مزدان بالعشب والأزهار، يؤثثون فضاءه كما يهوون، ويخرجونه مخرج الحب والوئام، حيث تتجلى في لوحاتهم الحسان وهن يراقصن الشبان، فيرقصون معا، ويغنّون، ويجدلون أشعار الهوى، أو يتهامسون الأسرار في فرح ومرح.
يقدمون لوحاتهم كصورة لأوقات الفراغ لدى فئة من المجتمع تعيش حياتها في لامبالاة، فهم يمارسون حياتهم "دون لماذا، ودون سبب، ودون غاية"، كما قال الفيلسوف كونت سبونفيل. وفي رأي كزافييه سلمون، مدير الفنون الخطوطية في اللوفر، أن تلك الفترة التي تميزت بتعبيرات فنية ثرية عن فرحة الحياة، كانت بالفعل فترة حرية استثنائية عرفها النظام القديم قبل اندلاع الثورة.
وأفرزت تجارب مهمة نجد صداها لدى اللاحقين، من جهة احتفائهم بشمس الصيف في بداية القرن العشرين، حينما اختار عدد من الفنانين الاستقرار بجنوب فرنسا، مثل رونوار والتماعاته الانطباعية، وهنري إدمون كروس و"جزر الذهب" وحتى المحبَط إدوار مونك و"رجال يستحمون" ثم بيكاسو و"مستحمات يلعبن بالكرة"، وليجيه و"متع على خلفية حمراء”.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 4
عدد زوار اليوم : 63
عدد زوار أمس : 266
عدد الزوار الكلي : 139006
مستشار العبادي يتهم متظاهرين بحمل “سيوف ومسدسات” الحسم “مرهون” بالمحكمة الاتحادية... عطلة البرلمان تؤخر جهود الحوار السياسي هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟ الالتفاف على الديمقراطية التشاركية في تونس مشروع البرنامج السياسي المقترح للاتحاد الديمقراطي العربي / الجزء الثاني الحركات التكفيرية وقابلية التوظيف: أزمات ذاتية وتراث مُشوّه انتخابات أَمْ تحوّلات في المجتمع الأميركي؟! أوجاع وآلام النخبة العربية الضائعة فرطت في ربيع شعوبها “ثلاجات اجتماعية”توفر الغذاء للمحتاجين في الأرجنتين