مشكلة تفسير أسباب الإرهاب

“الناتو” يقترب أكثر من روسيا

الاتحاد الأوروبي يبتلع اتحاد المغرب العربي

الافتتاحية

هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟

  كتب المحرر السياسي
أعلن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في أيار الماضي، ان الحركة حريصة على فصل الدين عن الدولة، في خطوة غير مسبوقة في اوساط تيارات الاسلام السياسي التي تنتمي اليها النهضة، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي إن النهضة ستتحول إلى العمل في الحقل السياسي فقط. قرار الحركة بالفصل الكامل بين العمل الدعوي والسياسي في عملها يعني أنها ستتجه إلى التخصص الوظيفي، بحيث تتفرغ للعمل السياسي الميداني وتحال بقية النشاطات إلى المجتمع المدني.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

الوزن المثالي هاجس يطارد كل بدين لا يعترف بزيادة وزنه


2013-06-02

الوزن المثالي هاجس يطارد كل بدين لا يعترف بزيادة وزنه

 من منا لم يشعر بزيادة في الوزن؟ ومع ذلك فان الكثيرين ممن يتعرضون للوزن الزائد يستهينون به أو يقللون من شأن الزيادة فيه، فالبعض يرى الزيادة نقصاً بسبب سوء التقدير أو سوء الفهم، في حين يتعمد البعض الآخر الكذب في هذا الشأن، بأعذار كثيرة تندرج تحت "لم آكل سوى كمية قليلة" أو "سأتناول وجبة كبيرة حتى لا أجوع بسرعة" . وتشير دراسة حديثة إلى أن الناس الذين يحسبون أنفسهم في عداد ذوي الأوزان المثالية أو على الأقل يحسبون أنفسهم غير بدينين، هم أكثر بدانة مما يعتقدون، وضمن هذا السياق تزعم الدراسة أن النساء هن الأكثر خداعا لأنفسهن فيما يتعلق بسوء تقديرهن لأوزانهن .

يبدو أن المرأة العادية يكون وزنها في الحقيقة أزيد ب 5 .2 كيلوغرام عما تعتقد، والنساء اللائي بلغن أواخر ال30 من عمرهن هن الأكثر تفاؤلاً، لأنهن مقتنعات بأن أوزانهن أقل من 3 كيلوغرامات عما هو عليه في الحقيقة .ويقول علماء النفس إن هذه التصورات تحدث بسبب التفاؤل المضلل، إذ إن كلاً من الرجال والنساء يسعون لإقناع أنفسهم بأنهم ليسوا بعيدين من الحجم الذي يرغبون فيه . كما تشير نتائج الاستطلاع الصحي السنوي الذي أجرته الحكومة البريطانية على 600 .8 من البالغين و2000 من الأطفال، إلى أن ما يقارب نصف الآباء الذين يعاني أبناؤهم البدانة كانوا مقتنعين بأن أوزانهم سليمة وصحيحة، وأن النساء يسئن تقدير أوزانهن أكثر مما يفعل الرجال.
البدانة في الإمارات والعالم
أظهرت أحدث الإحصاءات المحلية الصادرة عن وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن 6 .44% من النساء في الدولة سيعانين البدانة مع حلول العالم ،2015 في حين سجلت المراكز الجراحية ارتفاعاً في معدل المرضى، لاسيما بين الإماراتيين، الذين يلجأون إلى الجراحة التجميلية كبديل عن ارتياد النوادي الرياضية ومراكز اللياقة البدنية التي تتطلب الجهد والتعب .وتشير دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن 67% من الرجال و72% من النساء في دولة الإمارات يعانون الوزن الزائد، وما يثير القلق أكثر أن 9 .39% من النساء في الإمارات يعانين البدانة، فيما يعاني 6 .25% من الرجال في الإمارات البدانة .كما كشفت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 500 مليون إنسان يعانون البدانة على مستوى العالم، بينما يعاني نحو 4 .1 مليار إنسان السمنة الزائدة، وتعد البدانة خامس أكبر أسباب الوفيات في العالم الآن، حيث تؤدي إلى وفاة 8 .2 مليون إنسان سنوياً .وتشير الإحصائية إلى أن عدد المصابين بالبدانة تضاعف عالمياً بين عامي 1980 و،2008 وتوقعت إصابة 65 مليون أمريكي جديد بالبدانة بحلول عام ،2030 إذا استمرت التوجهات الحالية لمعدلات نمو هذه الظاهرة . ورغم معرفتنا بمدى انتشار هذه الظاهرة في الغرب، فإن أعداد المصابين بالبدانة ترتفع بسرعة حول العالم، فقد تضاعفت أعداد البدينين في أوروبا ثلاثة أمثال في 30 عاماً، وهي تتزايد بسرعة في دول الأسواق الصاعدة التي باتت الأنماط الغذائية لشعوبها تحاكي الأنماط الغربية بصورة متزايدة.
الإنكار والتهوين من المشكلة
تعقيباً على نتائج الدراسة قال الدكتور رعد الخياط استشاري ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الأمل بدبي: "بالرغم من أن موضوع الوزن يقاس بالأرطال أو الكيلوغرامات في مفهومه الجسمي البحت، فإنه لا يخلو من الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية، حيث إنه يرتبط بمفهوم الجمال والمظهر المقبول والممدوح من الآخرين حسب ثقافة المجتمع، وهذا ينطبق بشكل خاص لدى النساء بالنظر لما يمثله الشكل الخارجي ونظرة الناس لها من خلاله من أهمية واعتبار" .وأضاف: "إن هذا الاهتمام لا يشمل فقط الجانب الشعوري أو الواعي من الشخص، بل يتعداه إلى الجانب اللاشعوري أو اللاواعي فيما يطلق عليه في علم النفس بالآليات النفسية الدفاعية أهمها ما يسمى بالإنكار  Denial  وهو التهوين من أي زيادة في الوزن والميل إلى الأخذ بما هو أقل ليس بالضرورة من باب التضليل أو خداع الآخرين عن قصد، بل قد يكون تعبيراً عن شعور نفسي اتجاه الوزن وإظهار ما هو أكثر قبولاً لدى الآخرين، من خلال اللاشعور ومن دون أن يكون هناك قصد واعٍ واقعي لهذه الآلية النفسية، وهو يتضمن أيضاً ما يسمى في المصطلح النفسي بالتعبير عن "الأمنيات" وكأنها واقعة ومتحققة فعلاً (wishful fulfillment) وهو يعتمد على تجارب الشخص وخبراته الحياتية والعاطفية السابقة وانعكاس كل ذلك على نظرته وتقييمه للوزن وما يترتب عليه من مظهر خارجي".وعما إذا كان هذا التصور منتشراً بين الرجال أو الأطفال أو النساء أكثر، قال: "إذا كانت هذه الظاهرة أكثر وضوحاً وحضوراً لدى النساء فهذا ليس بمستغرب، وذلك لأهمية المظهر والشكل الخارجي لهن في وجودهن في المجتمع وفي تفاعلهن مع الأخريات والآخرين، وما يضفيه المجتمع من اهتمام لذلك ويكون بصورة أقل بكثير عند الرجال، أما الأطفال فلا يكون واضحاً عندهم وذلك لعدم نضوج وتكامل القدرة على استعمال الآليات النفسية الدفاعية في الأعمار الصغيرة".وأضاف:"إن الوزن مرتبط بالشكل والمظهر وبما هو متعارف عليه بين الناس في تفضيل من تملك الأكثر رشاقة وتناسقا في أجزاء الجسم وتكون محطّ إعجاب الآخرين وقد يلجأ البعض منهم إلى اختيار الملابس في نوعها وتصميمها وألوانها بما يعطي الانطباع ويلفت الأنظار إليها وتخفي الوزن خاصة إذا كان فوق المعدل المطلوب" .
هوس نفسي
ويشير الدكتور إلى أن هناك فئة من الناس وإن كانت قليلة يصل بهم الحال إلى أن يكون الأمر عندهم من الشدة بحيث يصبح شغلهم الشاغل هو موضوع الوزن وما يترتب عليه من تأثير في المظهر والشكل الخارجي ويستمرون في فحص أوزانهم باستمرار ولا تفارق أنظارهم المرآة، حيث يتفحصون من خلالها أجسادهم ويصيبهم الخوف والغضب إذا أحسوا بأن أوزانهم في ازدياد، ويسعون باستمرار إلى إنقاصها حتى يصلوا إلى ما بعد النحافة وهو الهزال، وفي هذه الحالة يصبح اضطراباً نفسياً بحاجة إلى علاج نفسي من قبل المتخصصين النفسانيين كما في حالات مرض "القَهَم العُصابي ".وأوضح قائلاً: "إن تقدير الأشخاص لأوزانهم، خاصة عند النساء فيما إذا كان مطابقاً لأوزانهم الحقيقية أو كان أقل وبدرجات متفاوتة يعتمد على عوامل كثيرة منها النفسي ومنها الاجتماعي ومنها الثقافي وليس من السهل تغيير قناعات الناس المتكونة عبر خبرات نفسية واجتماعية طويلة الأمد، ولكن هذا لا يمنع من محاولة خلق الأجواء النفسية والاجتماعية والتي تعين في تخفيف شدة الاهتمام والانشغال بذلك والتأكيد على جوانب أخرى في حياة الإنسان تستحق أن يعطي لها مساحة من العناية والاهتمام" .
استمرار التصور
ومن جانبه يقول خبير التجميل الدكتور سانغاي باراشار: "أوافق على النتائج التي أظهرتها الدراسة، حيث إن الكثيرين من الأشخاص يعتقدون أنهم في عداد الأوزان المثالية، ولا يتقبلون حقيقة زيادة وزنهم، بل يستمرون في تصورهم دون مواجهة واقعهم" .ويضيف: "السبب الرئيس وراء هذا التصور هو الحرمان، فمعظم الناس لا ترغب في أن تكون ضمن المصابين بالبدانة أو زيادة الوزن، فإذا كانوا يعانون  السمنة فسيعترفون بأنهم يعانون زيادة قليلة، أو أنهم يوافقون على أنهم يعانون هذه الزيادة في كل أنحاء الجسم ما عدا البطن، خاصة إذا كان لديهم بعض الأمراض، مثل السكري أو ضغط الدم، فإنهم سيشكون من ارتفاع السكري لديهم لكنهم سيستمرون في القول إنه تحت السيطرة، وليس هناك أي مشكلة".ويستغرب الدكتور سانغاي، قائلاً: "لا أستطيع أن أفهم لماذا يتمسكون بهذا التصور، وأفترض أنهم لا يستطيعون التخلي عن أسلوب حياتهم في تناول ما يريدون من الأطعمة، كما أنهم لا يسعون إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية أو حتى ممارسة بعض الحركات البسيطة، حيث هناك دائماً أعذار في عدم ممارستهم للرياضة، مثلاً "أنا مشغول جداً"، "هذه التمارين في بعض الأوقات تضر بركبتي"، أو "أنا عملي يقوم على الحركة الجيدة ولا أحتاج إلى ممارسة التمارين الرياضية"، وغيرها من الأعذار التي يتمسكون بها ويقتنعون بأن الوزن الذي يتمتعون به لم يتعد مرحلة الخطر .
الرجال أكثر خداعاً
ويؤكد الدكتور سانغاي أن المرأة دائماً تستخدم طرقاً عديدة في خداع نفسها من حيث الوزن، كارتداء ملابس أكبر مقاساً من مقاسها المعتاد، حيث تعتبر هذه الطريقة المفضلة والسهلة لمن يعانين الزيادة، وذلك لخداع من حولهن بأنهن أقل وزناً مما هن عليه، كما أنهن لا يقمن بوزن أنفسهن بالطرق العادية وإنما يلجأن إلى وسائل أخرى تحقق لهن ما يردن تصديقه".كما يعتقد الدكتور سانغاي أن أكثر الفئات خداعاً لأنفسهم في تقديرهم لأوزانهم هم الرجال، حيث يتصفون بأنهم يميلون للغطرسة، ولا يقلقون كثيراً بشأن شكل أجسادهم، ودائماً ما يقنعون أنفسهم بأنهم مشغولون للغاية ولديهم مسؤوليات، ولا يعتبرون الوزن أولية من أولياتهم، أو حتى يزعجوا أنفسهم به، وهذا التصور يؤثر في وزنهم وصحتهم بشكل سلبي، نظراً لاستمرار زيادة الوزن .  وقال: "للتغلب على هذا التصور يجب قبول حقيقة أن الوزن يشكل خطراً على الجسم، وأن القلب لا يمكنه أن يتحمل الوزن الزائد عليه، ما يدخله ذلك وبشكل بطيء في دوامة من الأمراض قد تتسبب فيفشل أداء الأجهزة، وانتشار الأمراض، والكثير ممن يقصدوننا يتمتعون بهذا التصور، وبما أنهم قرروا القدوم للعلاج فهذا يعني أنهم تقبلوا مشكلتهم ويبحثون عن حل لها" .
هروب من الاعتراف
ومن جانبه يؤكد الاختصاصي النفسي الدكتور علي الحرجان صحة الدراسة ويقول إن الإنسان في طبيعته يتخوف من نقد نفسه، أو من مشكلة يعانيها ولا يجد لها حلاً، ما يدفعه للهروب من الاعتراف، ويدخله في دائرة النكران والتبرير من الناحية النفسية، حيث يبقى يردد أنا لست سميناً، وأن السمنة دلالة على الصحة الجيدة وعلى الخير الكثير، وجميع هذه التبريرات يرددها من لا يستطيع تقبل حقيقة أن وزنه في زيادة مستمرة.وقال: "من العوامل والأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى تغذية هذا التصور لديه، عمله، وحياته الاجتماعية، فكلها تقوم على الكسل وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، كما أن نمط سلوكه التقليدي يلعب دوراً مهماً، فالمرأة على سبيل المثال، من عاداتها أنها تجلس وتخالط الكثيرين، وهذه المجالس لا تخلو من الطعام، فهو يعد وسيلة يجمع الآخرين بها، فهنا أصبح الطعام سلوكاً، تعوّد الناس على ممارسته في مجالسهم".وأضاف: " يكثر هذا التصور في مجتمعاتنا العربية، وبشكل أخص عند المراة، لأن جمالها وجسمها يعدان شيئاً مهما بالنسبة لها، وأي زيادة في وزنها تؤدي إلى إثارة الأرق والقلق عندها، ما يجعلها الأكثر خداعاً لنفسها في مسألة الوزن، فهي تدافع في العقل الباطن عن هذا الشيء، وتمارس عملية النكران باللجوء إلى طرق تؤكد لها تصورها، من خلال لبس ملابس تظهرها أقل وزناً، وتركيزها على الألوان الداكنة وابتعادها عن الألوان الفاتحة، وقياس وزنها بعد فترات طويلة، وذلك خوفا منها من مواجهة حقيقة وزنها" .
لا هروب من الأمراض
من جانبها، قالت رانيا مصطفى: "المرأة دائماً تقنع نفسها بأنها في عداد ذوي الأوزان المثالية، وهذا الشيء طبيعي لأنها أنثى، والمرأة بطبعها ترفض أن يقال عنها بدينة، وتجد أن أكثر شيئين يخيفانها وزنها وعمرها، وأنا أؤيد هذه الدراسة، فالرجال أقل اهتماماً بالوزن من النساء، حيث إن هناك أموراً أخرى تثير اهتمامهم أكثر من أجسادهم".وتوافقها الرأي نادية عزيز بالقول: "أنا لا أخدع نفسي بأنني في دائرة الأوزان المثالية، فهناك مقاسات كثيرة تلعب دوراً مهماً في جسم المرأة، كالطول مثلاً، وأعتقد أن الطول يلطف من شكل جسم المرأة، ويجعل بدانتها تبدو أقل مما هي عليه في الحقيقة، أما إذا كانت قصيرة فهذا يجعلها تبدو أكثر بدانة، أما صحياً فالأمراض قد تصيب صاحب الوزن الزائد مهما كان شكله، فقد يستطيع الشخص عدم الاعتراف بوزنه وإخفاءه بالملابس، لكن لا يستطيع أن يخفي الأمراض التي قد تصيبه من جراء زيادة الوزن.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 6
عدد زوار اليوم : 197
عدد زوار أمس : 230
عدد الزوار الكلي : 138875
مستشار العبادي يتهم متظاهرين بحمل “سيوف ومسدسات” الحسم “مرهون” بالمحكمة الاتحادية... عطلة البرلمان تؤخر جهود الحوار السياسي هل تستفيد أحزاب الإسلام السياسي من تحولات حركة النهضة التونسية؟ الالتفاف على الديمقراطية التشاركية في تونس مشروع البرنامج السياسي المقترح للاتحاد الديمقراطي العربي / الجزء الثاني الحركات التكفيرية وقابلية التوظيف: أزمات ذاتية وتراث مُشوّه انتخابات أَمْ تحوّلات في المجتمع الأميركي؟! أوجاع وآلام النخبة العربية الضائعة فرطت في ربيع شعوبها “ثلاجات اجتماعية”توفر الغذاء للمحتاجين في الأرجنتين