مبادئ أساسية لمشروع نهضة عربية

الثوابت الستة والمهمات الخمس العاجلة

الامم المتحدة تعدّ 2014 عاما مأساويا في العراقمعصوم: الخطر يهدد الجميع وندعو لتسريع المصالحة الوطنية

الافتتاحية

الأمين العام للحركة الإشتراكية العربية يلقي كلمة في أربعينيةِ المناضلِ الكبيرِ إبراهيم علاوي

  بغداد ـ خاص
ألقى الأمين للحركة الاشتراكية العربية الاستاذ عبدالاله النصراوي كلمة في الحفل التأبيني الذي أقيم يوم أمس الأحد بمدينة السليمانية، لمناسبة أربعينية المناضل الكبير إبراهيم علاوي، استعرض فيها جوانب مهمة من سيرته النضالية. وأكد النصراوي أن الحركة الوطنية في العراق فقدت برحيله واحداً من رجالاتها المهمين والمخلصين لقضايا الوطن والأمة.
وفيما يأتي نص الكلمة:

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

من أجل مستقبل أفضل


2014-11-24

  أحمد العاني
لم يتوقع اشد المتشائمين أن تبلغ الامور في العراق هذا المستوى من السوء والتردي عقب التغيير السياسي في التاسع من نيسان لعام 2003 الذي كان يُراهن عليه سيكون البوابة المشرعة لدخول رياح الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وجرافة ما كدسته ايام القهر والمحن والعنت التي عاش في كنفها أبناء العراق من معاناة وهموم، ويعيد لهم احساسهم بكرامتهم الانسانية التي عمل النظام السابق جاهدا على اهدارها، وسيتحول العراق الى واحة من الامن والسلام بعيد طول ازمات وحروب قدم العراقيون خلالها طليعة شبابهم دون جدوى او غاية تسمو بالوطن او يتعالى الشعب بها.
لقد تحول التغيير الى كابوس مظلم شديد العتمة ارق حياة العراقيين وحولها الى جحيم مقيم بعيد ان جاء بعملية سياسية فشلت باستيعاب تركة النظام السابق من المشكلات والازمات والنكبات ومعالجة ما استجد منها بعيد التغيير، لاعتمادها نظاما سياسيا كان السكين الحادة التي حزت رقبة وحدة المجتمع وزرعت بين مكوناته عوامل الفرقة والخصام والمواجهة والبغضاء.
اشاعت العملية السياسية اسباب اهدار كل طاقات وجهود المجتمع من خصومات ومواجهات عقيمة اضعفت جسد العراق واوهنت قدراته على مواجهة هجمات قوى الشر والجريمة، واعجزته عن امتلاك سبل التصدي لها وكسر حدتها وابطال مفاعيلها بعيد ان فقد مناعته تجاهها وخسر وسائل الوقاية منها.
لقد نحرت العملية السياسية العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وسلبته كل الوسائل والادوات التي تمكنه من حماية نفسه حين اقر قادتها قناعة او مجاراة  بحل الجيش وكل الاجهزة الامنية وتدمير قدراته العسكرية وجعله مكشوفا امام القوى المعادية لتعبث بامنه ومفاصل الحياة فيه ومصادرة حقه  برسم طريق مستقبله بارادته الحرة والمستقلة.
وفشلت قوى الاحتلال في حمايته او تزويده بالوسائل التي تمكنه من الدفاع عن نفسه ومواجهة ما يتعرض له من تهديدات داخلية وخارجية واصبح كالجسد السقيم الذي تهاجمه الامراض من كل جانب وهو لا يقوى على مواجهتها او الحد من خطورتها.
عجز نظام الحكم في العراق تخطي مشكلاته وازماته لفشل خيارات قادته السياسيين الذين تولوا قيادة المرحلة على كافة الصعد  ،بعيد ان قَطع انفاسهم اللهاث وراء المصالح والمكاسب الذاتية والحزبية والطموحات الجامحة التي اعمتهم عن رؤية خيوط المؤامرة التي تحاك و تنسج منها المخاطر التي تهدد وحدة العراق وشعبه ،بل كان البعض منهم الوسيلة والاداة في تخريب النسيج الاجتماعي وتدميرة لتسهيل امرار المؤامرة حين دخلوا دائرة الترويج للطائفية السياسية والعرقية والإثنية التي اسهمت في تفكيك وتشظي المجتمع وتفتيت لحمته الوطنية.
خسر العراق جراء السياسات الخاطئة والمتسرعة وغير المدروسة آلاف القرابين والضحايا من ابنائه ، ما يعجز الجيل الحالي تعويضهم ،واستنزف  الكثير من طاقاته البشرية من العلماء والاكاديميين والمهنيين قتلا او هروبا الى الخارج الذين كان يؤمل ان يشكلوا الرافعة لاعادة انهاضه وتقدمه ،ناهيك عن تدمير ثرواته المادية وعوامل تطوره الصناعي والزراعي والعلمي ،واصبح العراق اشبه بالقاصر الذي يحتاج الى من يوفر له وسائل وادوات قيادة حركته والدفاع عته.
استحدث التغيير نظاما طائفيا وصراعا قوميا كان من حصيلته حدوث فجوة واسعة وعميقة في جغرافية العراق السكانية ليس من السهل واليسير ردمها او تجسيرها بعيد ما اغتنمت قوى الشر والجريمة هذه الانقسامات لتزيد الاختلالات والتعارضات في علاقات مكونات المجتمع وتضعها على خط المواجهات الدموية ،وقطعا هذا لما يحدث لولا محاولات بعض السياسيين استثمار الحالة المستجدة وركوب موجاتها للاقتراب ومعانقة مصالحهم وطموحاتهم على حساب دماء العراقيين.
ان كنا نحمل قوى الارهاب والمتواطئين معه ما حدث لكن هذا لا يطمس حقيقة لولم تكن الارضية السياسية والاجتماعية قابلة لحضانة وانبات بذوره ويتحمل النظام السابق جزءا كبيرا من المسؤولية كونه اول من مهد الارضية وحرثها لتنمو بذور الطائفية عن سابق تصميم او دون وعي او ارادة منه  ،وقد وجد بعض السياسيين الجدد ضالتهم في ذلك لاستغلالها واستثمارها في نيل مآربهم  في التسلط والنفوذ والمغانم .
اذا كانت الصورة تبدو للمشاهد والمتابع الذي لم تعركه تجارب الحياة وغابت عن ناظريه ما يعج به العالم والمنطقة من صور مماثلة ، سوداوية صارخة ويغيب عن جوانبها نوافذ الضياء مما يدفعه لليأس والاحباط من المستقبل ،فاننا على يقين تام ان الشعب قادر اذا وضحت الحقائق امامه وازيلت الغشاوة عن عينيه سيتمكن من ازالة ما علق على صورة واقعه من غباروستعود ناصعة وبراقة بعيد ان يزيح عن طريقه السياسيين الذين تكالبوا على السلطة و جعلوها وثنا مقدسا يهون كل شيئ من اجل بلوغه والتبارك بما يستجلبه من منافع ، غير عابئين بمصير الشعب وما يتحمل من ويلات ورزايا.
ان حركة التاريخ والتطور ستزيح هؤلاء وترميهم الى حيث المكان الذي يليق بهم وبامثالهم من الجاحدين لشعوبهم ،وسيعود العراق الى حاضنة الامن والاستقرار والوحدة الوطنية لينطلق من جديد في مسيرة البناء والتنمية والتطور.
ان الشعوب اكبر واعظم من ان يعيق حركتها صغار السياسيين الضالعين في التآمر عليها والذين يسيروا خارج سياق التاريخ واشتراطاته ، و لا مناص من ان تزيحهم عن طرقها وتكنس كل العقبات والحواجز التي زرعوها  لمنعها من مصافحة شمس اهدافها في الحرية والديمقراطية و سيادة القانون.
بلغ اقصى محطاته قطار الفشل الذي قفزت اليه العملية السياسية في العراق بعيد ان اضاع الذين تعاقبوا على قيادتها بوصلة الطريق الصحيح ،واصبح العراق جراء ذلك امام خيارات صعبة اما مواصلة ذات الطريق والتحول الى دولة فاشلة ، او مغادرته والبحث عن طرق ووسائل وادوات جديدة مستفيدة قياداته من اخطائها وتجاربها الغنية ،مستدركة الاخطاء وما قد تسفر عنه ديمومة  سياساتها العرجاء والكسيحة التي اعتمدتها من نتائج وخيمة على العراق ومستقبله، راعية احتياجات الشعب الحياتية ومتطلبات مستجدات المرحلة حتى لا يذهب العراق  نحو مصير مجهول محفوف بكل المخاطر والتوقعات.
بعد ان اختار الشعب ومعظم قواه السياسية طريق التغيير ،لابد من مطالبة الحكومة تهيئة وسائل ومستلزمات  النجاح باعتبارها اداة تنفيذ ابعاده ومراميه وبخاصة قد  وضعت اقدامها على بدايات الطريق الصحيح ، وما عليها الا المضي بالسير عليه حتى بلوغ نهاياته غير ملتفته لما يعتريها من عوائق وعقبات ومحاولات يائسة لثنيها عن مواصلة الطريق ،وان تتسلح بعدالة القضايا التي اعتمدتها قواعد ومنطلقات لمسيرتها دون نكوص وتراجع او تخاذل ،وتعمل على ترجمة برنامجها دون تلكؤ او تأخر لابلاغ رسالة للشعب انها جادة ومخلصة ومصممة على تنفيذ تعهداتها التي كانت اساس تشكيلها وان لا تعيد انتاج اخطاء الحكومة السابقة.
ليس من طريق يفضي الى الامن والطمأنينة والسلم الاجتماعي وهزيمة الارهاب الا المضي في تنفيذ الاتفاقات  بين القوى السياسية والتي تم على اساسها انبثاق الحكومة الائتلافية وفتح صفحة جديدة في علائقها لقيادة المرحلة الحالية ،والمراد منها تجاوز الاخطاء السابقة التي آلت الى التشنجات والتوترات السياسية والاجتماعية التي كانت سببا مباشرا في احداث الثغرة الامنية التي نفذت منها قوى الارهاب، وغلق هذه الثغرة يتم بالعودة الى الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني لكل طوائف ومكونات الشعب التي هي من مستلزمات نجاح الحكومة الحالية.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 8
عدد زوار اليوم : 93
عدد زوار أمس : 157
عدد الزوار الكلي : 76668
صالح: موازنة 2015 رسمت استراتيجية جديدة الامم المتحدة تعدّ 2014 عاما مأساويا في العراقمعصوم: الخطر يهدد الجميع وندعو لتسريع المصالحة الوطنية الأمين العام للحركة الإشتراكية العربية يلقي كلمة في أربعينيةِ المناضلِ الكبيرِ إبراهيم علاوي الثوابت الستة والمهمات الخمس العاجلة مبادئ أساسية لمشروع نهضة عربية مزاد.. مزاد تنويع مصادر الدخل القومي لجنة التحقيق بسقوط الموصل تحقق مع 50 ضابطاً رفيعاً العبادي: الحكومة ماضـية بإعادة هيكلة اقـتصاد البـلـد الأزمة الاقتصادية وشركات القطاع العام