الافتتاحية
|
ابحث في الموقع
التصويت
الساعة الآن
تفاصيل الخبر
شارع الرشيد
2014-12-07
محمد أحمد
يعتبر شارع الرشيد الشريان الحيوي لمدينة بغداد وهو احد معالمها وصروحها الرئيسة، واي زائر لمدينة بغداد يتعذر عليه مغادرتها دون ان يرتاده حين كان يضج بالحركة والنشاط وكان مقصد الشعراء والادباء والفنانين وشريحة واسعة من السياسيين والمثقفين حيث تقع عليه اهم المقاهي ودور السينما ومحلات التبضع، وهو احد الموروثات التي تفتخر بها بغداد حيث لم يغادر تراثه القديم وبنائه المتميز.
بدأ الشارع يفقد مكانته تدريجيا بعيد ان غزاه الاهمال الذي بلغ اوجه بعيد تغيير التاسع من نيسان حين اغلق وفقد مكانته واهميته وهجره رواده ومرتادوه حين اغلقت مقاهيه ودور السينما والسوق المركزي بعيد تعرضه للسرقة والنهب واغلاق محلات بيع الملابس الرجالية على وجه الخصوص وخسارة سوق الصفافير لمكانته حين كان قبلة الزوار الاجانب لما يحتويه من صناعات يدوية تلاقي القبول ورغبة الاقتناء من لدنهم والتي كانت كل هذه تشكل عوامل جذب اليه.
كان لشارع الرشيد مكانة خاصة لدى البغداديين لما كانت عليه محلاته التي تقع على جانبيه من قدرات توفير كل ما يحتاجه المتبضع البغدادي والزائر من اقمشة وملابس وازياء فارهة ،وكان لاهماله وقعا سيئا في نفوس سكنة بغداد حين بدأت عماراته ذات طراز البناء التراثي الخاص به تتداعى بعيد ان طالها القدم دون صيانة او اعادة تجديد والحفاظ على طابعها المعماري الذي تمتاز به.
واضاع الشارع كل رونقه وجماليته وشوهت ملامحه الخاصة حين تحولت بعض محلاته الى اماكن لتصليح السيارات وغسلها وتبديل وبيع الدهن ، وتحول البعض الآخر لممارسة الانشطة التجارية بالمكائن والمعدات والادوات اليدوية واستبيحت ارصفته بشكل فج وفوضوي ،واصبح شارعا تعلوه الازبال وتجول به العربات اليدوية والتي تجرها الحيوانات ويعاني من اغلاق جزءا حيويا منه الواقع ما بين حافظ القاضي وساحة الرصافي وتحويله الى منطقة لبيع الفواكه والخضر وانتشار البسطيات.
لقد اصبحت الفوضى السمة السائدة فيه وكل مرفق منه يعج بالشكوى والتذمر لما آل اليه حاله ، وفقدت بغداد ابرز معلم سياحي يتجمع فيه كل تاريخها الحديث ورمزيتها ،واستمراريته على هذا الحال يمثل صورة محزنة ومؤلمة ومأساوية ،ولا مناص من ان تمتد اليه ايادي تنتشله من واقعه المرير وتعمل على تحديثه وتطويره وغسل وجهه مما علق به من غبار وحزن السنوات العجاف لتدب به من جديدالحيوية والنشاط والحركة والعودة به الى خصوصياته التي استباحها الزمن الردئ.
ان الدعوة الى عودة شارع الرشيد الى سابق عهده واحتلال مكانته كأحد المعالم الحضارية والتاريخية والتراثية هي جزء من الدعوة الى اعادة الحياة الطبيعية الى بغداد التي اعتراها الاهمال واللامبالاة وايغال اهلها في تشويه صورتها ومعالم جماليتها ،ولا بديل عن تسليط الضوء على اسباب ما آلت اليه احوال هذا الشارع الاكثر اهمية وشهرة في عموم العراق لاثارة انتباه المسؤولين واصحاب الشأن لغيير صورته بما يسهم في استعادته لمكانته المفقودة واعتبارها من اولويات مهامهم حفاظا على تراث البلاد ومعالم تاريخها الحديث.
ويكتسي شارع الرشيد اهمية خاصة اضافة لما يتمتع به من مكانة تراثية وحضارية ما يكتنزه من الذكريات والاحداث السياسية التي جعلته يحتل موقعا متميزا في ذاكرة العراقيين ، ما يستدعي محضه قدر عال من الاهتمام وجلاء وجهه مما اصابه من عاديات الزمن وقسوته عليه.
خريطة زوار الموقع
أحصائيات
عدد الزوار حاليا : 8
عدد زوار اليوم : 124
عدد زوار أمس : 157
عدد الزوار الكلي : 76699
عدد زوار اليوم : 124
عدد زوار أمس : 157
عدد الزوار الكلي : 76699
