مسرحية”حصان الدم'” ' العراقية تحتفي بشكسبير في تونس

2016-02-21

  عبد العليم البناء   
ستكون المشاركة العراقية في مهرجان علي بن عياد للمسرح في تونس لهذا العام، من خلال مسرحية "حصان الدم" إعداد وسينوغرافيـا وإخـراج جبـار جودي عن رائعة شكسبير "مكبـث"، حيـث عـرف جـودي بأعماله المسرحية المهمة التي كرسته واحدا من المخرجين التجريبيين الذين استثمروا مسرح الصورة وما بعد الحداثة، كما عرف بإبداعاته في السينوغرافيا التي يعدّ من أبرز وأشهر وأبرع مصمميها عراقيا وعربيا، ولا سيما في آخر إنتاجاته المميزة "سجادة حمراء" التي مثلت شكلا ومضمونا إبداعيا جديدا جمع بين مختلف الفنون البصرية.


 عبد العليم البناء   
ستكون المشاركة العراقية في مهرجان علي بن عياد للمسرح في تونس لهذا العام، من خلال مسرحية "حصان الدم" إعداد وسينوغرافيـا وإخـراج جبـار جودي عن رائعة شكسبير "مكبـث"، حيـث عـرف جـودي بأعماله المسرحية المهمة التي كرسته واحدا من المخرجين التجريبيين الذين استثمروا مسرح الصورة وما بعد الحداثة، كما عرف بإبداعاته في السينوغرافيا التي يعدّ من أبرز وأشهر وأبرع مصمميها عراقيا وعربيا، ولا سيما في آخر إنتاجاته المميزة "سجادة حمراء" التي مثلت شكلا ومضمونا إبداعيا جديدا جمع بين مختلف الفنون البصرية.
"حصان الدم" التي عرضت الثلاثاء والأربعاء الماضيين 9 و10 فبراير الجاري، في أبرز وأشهر مسارح العاصمة العراقية بغداد "المسرح الوطني"، وحققت صدى طيبا لدى المعنيين بالمسرح، عرضت أيضا الأحد 14 فبراير في قاعة المركز الثقافي علي بن عياد بحمام الأنف التونسية، ويتقاسم دور البطولة فيها الفنانان إياد الطائي وآلاء نجم مع ضيوف الشرف كرياض شهيد، وحيدر منعثر، وزياد الهلالي، وهم قامات بارزة في فن التمثيل المسرحي عراقيا وعربيا.
قال مخرج المسرحية جبار جودي: "حصان الدم" أعدّت عن مسرحية مكبث لشكسبير، وحكايتها معروفة للجميع، وتتعلق بالغدر والصراع على السلطة وإراقة الدماء من أجل نيل المقاصد وبلوغ الأطماع، وكذلك صراع النفس البشرية الأزلي بين الخير والشر، وقد قمت بعصرنة هذا العرض وإسقاط إرهاصاته على الواقع العراقي، إذ عمدت إلى مونتاج كامل للنص الشكسبيري معتمدا ومنتقيا لأبرز ثيماته دون الخوض في التفاصيل.
وحول ما يميز هذه المسرحية عن مسرحياته السابقة أكد جودي: هذا العرض يتميز بلغته الشعرية العالية من خلال صياغات شكسبيرية للغة منفتحة على التحليق في بحور الكلام، إضافة إلى اعتماده على الأداء العالي وصدقيته.
وأشار جودي إلى دور السينوغرافيا، وهو المعروف بأنه من أشهر وأبرز السينوغرافيين عراقيا وعربيا: السينوغرافيا في هذا العرض تمثل الجزء الحيوي المهيمن فيه، إذ حاولنا ترجمة المعاني والأفكار من خلال تأثيث الفضاء بالضوء وجسد الممثل وشكل مسقط الإضاءة وزاويتها واتجاهها، وخلق صورة بصرية ترتقي إلى الصورة الشعرية للنص الفخم.
وعن الذي يراهن عليه في "حصان الدم"، قال جبار جودي: لا نراهن على شيء بقدر بقائنا على قيد الجمال والإبداع، واستمرار صناعة الحياة من زاوية مختلفة وأفق حالم محلق.
وأما عن الرسالة التي يريد إيصالها عبر هذه المسرحية شكلا ومضمونا في هذه المرحلة بالذات، فقد أكد: الرسائل التي يبثها هذا العرض كثيرة، منها ما هو معلن وما هو مضمر، لكن المهمّ أننا باقون في صدارة المشهد الفني على الرغم من الركود والتقشف المقيت، بعد أن قام الساسة بشفط خيراتنا وأموالنا، لكننا برغم ذلك نقول كلمتنا في فننا، ونقف بثبات مع كل همّ إبداعي رصين.
وختم السينوغرافي والمخرج العراقي جبار جودي: هذا العرض يأتي متزامنا مع احتفالات مسرحيي العالم بالذكرى السنوية الأربعمئة لوفاة الكاتب المسرحي الشهير وليم شكسبير، ولنشارك الجميع بوجودنا من خلال شكسبير. مؤكدا وبلغة شعرية: أرتمي في أحضان الجمال مفتتحا أفقا مستمرا للوله والعشق المستديم في ثنايا أيامنا التي تحتاج إلى الفرح.
هذا وسيشهد مهرجان علي بن عياد للمسرح في دورته الحالية تكريم شخصيتين مسرحيتين مؤثرتين من العراق، هما الفنانة شذى سالم، والمخرج صلاح القصب، ضمن مجموعة من الشخصيات المسرحية العربية التي جمع بينها مسرح شكسبير تمثيلا أو إخراجا، إضافة إلى مشاركة مجموعة من العروض المسرحية التونسية والعربية التي استلهمت محتواها من النص الشكسبيري، فضلا عن عقد الندوة الفكرية الدولية "نبض الحياة في نصوص شكسبير" بدار الثقافة بن عروس والتي يشرف عليها الكاتب المسرحي التونسي أحمد عامر.
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر