العام الدراسي الجديد بين اوجاع ذوي الطلبة وآمالهم

2014-10-26

العام الدراسي الجديد بين اوجاع ذوي الطلبة وآمالهم

  متابعة الجريدة
مع بدء العام الدراسي تزداد الاعباء المالية الملقاة على عوائل الطلبة وخاصة ذوي الدخل المحدود في محاولة للتوفيق بين متطلبات ابنائهم من الملابس والمستلزمات الاخرى المتعلقة بالدراسة وبين توفير القوت اليومي لهذه العوائل،


 متابعة الجريدة
مع بدء العام الدراسي تزداد الاعباء المالية الملقاة على عوائل الطلبة وخاصة ذوي الدخل المحدود في محاولة للتوفيق بين متطلبات ابنائهم من الملابس والمستلزمات الاخرى المتعلقة بالدراسة وبين توفير القوت اليومي لهذه العوائل، حيث تشهد اسعار الحقائب المدرسية والقرطاسية ارتفاعا كبيرا لاتتمكن اغلب هذه العوائل من توفيرها لابنائهم وهي تتسبب في استنزاف الميزانية الشهرية (والحبل على الجرار) كما يقول اولياء الامور، وكانت لنا جولة في اسواق بغداد للوقوف على معاناة اولياء امور الطلبة وهم يدورون على المحال التجارية بحثا عن اقل الاسعار تتماشى مع ما بجيوبهم المعبئة بدنانير محدودة لاتكفي لشراء علبة سكائر من الاصناف التي يدخنها المسؤولين في العراق الجديد.
تقول ام حسين وهي في الخمسين من العمر امرأة اتعبها الزمن، حيث زوجها مفقود منذ العام 2006 وترك لها خمسة اولاد وقررت العمل لبيع الخضروات في احدى اسواق بغداد لسد احتياجات اطفالها الخمسة من احد اسواق البالة، تبحث عن حقائب وملابس باسعار مناسية لاولادها لعدم مقدرتها على شراء الملابس الجديد التي يلح عليها اولادها لشراءها اسوة باقرانهم ويبكون والدتهم شراء ملابس وحقائب جديد او قرطاسية ، وفي الوقت الذي لايكفي دخلها المحدود لتلبية هذه الطلبات وهنا كان سؤالي لام حسين ، كيف تقنعين اولادك عندما تشترين لهم الملابس المستعملة؟ فقالت : سوف اغسلها واضعها في اكياس من النايلون بعد كيها لتظهر جديدة ، فيما يقول ابو رعد  كاسب: ايها التجار لا تحروموا اولادي من الدراسة ، وبعد ان علم باننا صحفيين قال ارجو ان تنقلوها بامانة كي يصل صوتي للمسؤولين في الحكومة لانني لم اكمل الدراسة بسبب العوز المالي لوالدي رحمه الله فتركت المدرسة بحثا عن  لقمة العيش ولهذا السبب فانا افعل المستحيل ليواصل ابنائي طريقهم في التعليم الذي حرمت منه بسبب العوز.
تقول ام سحر ان معظم ادارات المدارس في العام الماضي سوى بدفترين فئة 60 ورقة لكل طالب في حين تطلب شراء ما بين 8 - 12 دفتر من فئة 100 ورقة اضافة الى المستلزمات الدراسية الاخرى وذلك وفق دروس المرحلة الدراسية وهذا اصبح يكلف ذوي الطلبة المزيد من النفقات غير المتوقعة التي تعادل في بعض الاحيان اكثر من نصف دخل الاسرة الشهري واسعار الدفاتر هذه السنة والمستلومات المدرسية وملابس الطلبة قد تضاعفت الى اكثر من مرة ونصف من الاسعار السابقة، حيث بلغ سعر الدفتر الواحد بحسب قول ام سحر اكثر من الفي دينار في حين اصبح تجهيز الطالب الجامعي بالزي الموحد ويكلف 150 الف دينار بينما كان لا يكلف نصف المبلغ المذكور العام الماضي ، كما اشارت ام سحر ان لديها ست طالبات اثنتان في المرحلة الابتدائية واثنتان في المتوسطة ومثلهما في الجامعة ، الا ان تكاليف الدراسة لم تقتصر على الدفاتر والمستلزمات الدراسية ، بل تعدتها لتشمل الحقائب والملابس والنقل ونفقات الدروس الخصوصية، وان مشكلة المشاكل الطرق المقطوعة والزحامات واسعار المواصلات، حيث اذا اردت ان تركب من اي مكان سيقول لك سائف التاكسي خمسة الاف دينار على الاقل لكون جميع الطرق مزدحمة ، ناهيك عن الباصات الكبيرة التي تساعد الكثير من الطلبة بذهابهم الى مدارسهم وكلياتهم وهذا عبء اخر يضاف الى الاعباء الاخرى التي يتحملها اولياء امور الطلبة، وتضيف ام سحر كلفني ملابس ثلاث بنات مبلغ 250 الف دينار وهي ملابس صيفية وهي صيفية لعدم توفر الشتوي منها في السوق واقتراب موعد العام الدراسي وهذا يعني اننا سنعود لشراء ملابس شتائية مرة اخرى وهذا سيتعبنا ماديا خاصة وان قطعة الملابس لكل واحدة منهن لا تكفي.
ويقول اصحاب بيع الكتب والقرطاسية ان ارتفاع الاسعار له اسبابه ومبرراته ويلقي مرتضى عايد صاحب محل بيع ملابس وحقائب في منطقة الشعب الملامة على تجار الجملة الذين يستوردون الملابس باسعار رخيصة جدا قياسا للاسعار التي يبيعون بها الينا فالجشع يدفع كبار التجار الى بيع ملابس الاطفال والحقائب مثلا بعدة اضعاف ثمن الشراء مشيرا لاى ان اصحاب المحلات يشترون باسعار مرتفعة باوقات محددة بداية كل عام دراسي وبسبب زيادة الطلب لمواسم معينة نتيجة اقبال المواطنين على انواع من البضاعة كالملابس والحقائب فترتفع الاسعار وفقا للعرض والطلب، مضيفا الى ان هناك عدة مواسم ترتفع بها الاسعار ومنها موسم بداية العام الدراسي وموسم بدء الشتاء وموسم العيد ويعتمد اصحاب المحلات على هذه المواسم لتسديد بدلات الايجار لمحلاتهم التي ادت الى ارتفاعها الى جعلنا مضطرين لرفع الاسعار لاسيما وان السوق تشهد ركودا صاعدا ما عدا بعض التي تقبل الناس عليها وعلى شراءها بشكل واسع, ويعزوا باعة المستلزمات المدرسية واصحاب المكتبات ارتفاع الأسعار الى وجود بضائع من مناشيء عالمية في الاسواق، بالاضافة الى حلول فترة بداية العام الدراسي التي تمثل موسم بيع القرطاسية. ويقول حيدر طالب، صاحب مكتبة في شارع المتنبي ان غلاء اسعار القرطاسية يشكل ضغطاً مضافا على اصحاب الدخل المحدود.
من جانبه يقول حارث صاحب بسطة لبيع القرطاسية والحقائب، أسعارنا كبسطات مشابهة تقريباً لأسعار المحال لأننا نشتري البضائع من تلك المحال وهامش ربحنا لا يتجاوز 7,5% فمثلاً دزينة الدفاتر 100 ورقة تباع بسعر 8500 دينار وتباع في المحال 9000 بـ -10000-حسب مزاج البائع ورغبة المشتري يضاف إلى ان تجار الجملة الأساسيين يقومون باستيراد البضائع من الصين وبيروت والأردن وهم يتحكمون بأسعار السوق وليس أصحاب المحال والبسطات .بينما علق سلام حسن صاحب محل لبيع الملابس المدرسية في شارع النهر وهو جملة : صنع ألبسة مدارس (ابتدائي - إعدادي )نقوم بخياطة الزي المدرسي البناتي لكافة المراحل ونقوم بوضع ليبىلات تحمل اسم محالنا ولكن مكتوبة باللغة الإنكليزية وتحقق رواجا وإقبالا كبيرا من قبل الطالبات لشرائها لأنها تواكب موديل (الصداري )التي تنشر موديلاتها على صفحات النت وموديلات وقصات مختلفة، فتقوم الطالبات بانتقاء الموديل الأفضل الذي يجاري الموضة والأقمشة طبعاً مستوردة حيث لا إنتاج محلي، والأقمشة الموجودة في السوق هي من نوع البوليستر أو من نوع التريفيرا مع وجود خيط من القطن، وسعر البنطلون وحده من 1000دينار و15000 وهو مرغوب ومطلوب في السوق .أما القميص الموجود في السوق وهو من البوليستر فيصل إلى 15000 دينار وكان سعره 12000 فقط (للثانوي والإعدادي)، أما بعض الأهالي اليوم فيلجأون لشراء بناطيل وقمصانا للأولاد من النوع الصيني لأنه رخيص الثمن.
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر