عبدالناصر.. هيكل جاء إليك

2016-02-21

  أكرم الشيخ مقلد
بوفاة محمد حسنين هيكل، فقد الوسط الصحفي العربي اخر مدرسة تنويرية ساهمت في فضح الدور التآمري للعائلة السعودية تجاه قضايا امتنا المصيرية منذ خمسينات القرن الماضي. هيكل الذي تميز بمقاله الاسبوعي في جريدة الاهرام منذ اواخر الخمسينات والمعروف بصراحته، كان مدرسة في المقال الافتتاحي ابان الخمسينات والستينات من القرن الماضي.


 أكرم الشيخ مقلد
بوفاة محمد حسنين هيكل، فقد الوسط الصحفي العربي اخر مدرسة تنويرية ساهمت في فضح الدور التآمري للعائلة السعودية تجاه قضايا امتنا المصيرية منذ خمسينات القرن الماضي. هيكل الذي تميز بمقاله الاسبوعي في جريدة الاهرام منذ اواخر الخمسينات والمعروف بصراحته، كان مدرسة في المقال الافتتاحي ابان الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
ابتدأ عمله الصحفي مراسلا حربيا في سنوات الحرب العالمية الثانية وحفلت حياته المهنية بالكثير من العلاقات واللقاءات مع الكثير من الملوك والرؤساء، فقد اقام علاقة صداقة مع الملك عبد الله أمير شرق الاردن الذي اغتيل في العام 1951 عند خروجه من المسجد الاقصى، كما اجرى الكثير من الحوارات مع شاه ايران، لكن المحطة الاهم في حياته هي علاقته مع جمال عبد الناصر بحيث اعتبر الكثيرون ان مقاله الاسبوعي بمثابة ما يريد عبد الناصر ان يوصله للاخرين..
تميزت علاقته بعبد الناصر بنوع من الحميمية، بعضهم وصفه بانه مستودع اسرار عبد الناصر واخرون يعتقدون ان عبد الناصر ليس بهذه البساطة بحيث يكشف كل اوراقه للآخرين مهما بلغت درجة علاقته معهم.
والشيء الايجابي الذي يذكر لهيكل انه بقي وفيا لمعظم افكار وتوجهات عبد الناصر رغم انه اتخذ موقفا معاديا لمجموعة ما يعرف بمراكز القوى ومنهم علي صبري وسامي شرف وغيرهما، ولكن السادات لم يكن بمستوى وفاء وتقدير عبد الناصر لهيكل فدب الخلاف بينهما فكان كتاب هيكل عن السادات والذي عنونه بـ"خريف الغضب”.
وفي اواخر ايامه اتخذ موقفا حذرا مما جرى في سو ريا، خصوصا بعد ما اصابه من احباط مما حدث من ليبيا، واكد ان الصراع مع اسرائيل وليس مع ايران أو حزب الله..
واخيرا مهما اختلفت معه لا تملك سوى تقدير ما درج عليه من تحليلات..
وداعا هيكل.. وداعا صمود المبادئ.. واخيرا اجتمع عبد الناصر مع الشخص الذي بقي وفيا لمعظم مبادئه.. فسلاما.. سلاما
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر