عداي صباح عداي/ رئيس المكتب التنفيذي للتحاد التقدمي لطلبة العراق
بعدما قررت وزارة التعليم العالي خفض الاجور الدراسية للجامعات الاهلية والحكومية العراقية بنسبة 50% في خطوة جديدة تؤكد نظرة الوزارة ولاعتبارات تربوية وانسانية وكذلك حرصها على توفير الفرصة المناسبة للراغبين في اكمال دراستهم الجامعية عبر هذه القناة المهمة.. حيث جاء هذا القرار ليقطع الطريق على المحاولات لبعض هذه الكليات الاهلية بعد مازادت اجورها الدراسية وخاصة الدراسات المسائية وفي اقسامها العلمية دون الاستناد الى اي اسس علمية ومحاسبية دقيقة.. وهنا نود ان نؤكد ان وزارة التعليم العالي كانت قد اولت الدراسات المسائية اهتماما خاصا وحيث اكدت ان هذه الكليات هي قنوات علمية ومعرفية مهمة ومطلوبة في المجتمع وكذلك حرصا من وزارة التعليم العالي على استيعاب من لم يتمكن من الالتحاق بالدراسة الجامعية الصباحية.
وايضا فان الوزارة قد حرصت على ضرورة توفير فرصة التعليم الجامعي على اوسع نطاق ممكن لخلق جيل شبابي مؤهل علميا ومعرفيا من اجل بناء العراق الجديد وحيث كانت الغاية من قرار تخفيض الاجور هو من اجل التخفيف عن كاهل الطلبة واولياء امورهم وعدم تحميلهم اعباءً اضافية في ظل الظروف الحالية التي يمر بها البلد الا انه ظهرت في الاونة الاخيرة ظاهرة ارتفاع الاجور الدراسية في الكليات الاهلية وخاصة الدراسات المسائية وكذلك في بعض الجامعات العراقية وبشكل مرتفع جدا مما ادى ذلك ببعض الطلبة الى ترك المقاعد الدراسية بسبب الوضع الاقتصادي الذي تمر به العائلة العراقية وكثرة البطالة المتفشية في المجتمع والارتفاع الحاد في الاسعار ما ولد ارباكا في ميزانية العائلة العراقية التي لا تتناسب مع حجم الزيادات الحاصلة في كافة الجوانب. ولكون الجامعات العراقية هذا الصرح العظيم الذي تخرجت منه اجيالا ولازالت وحيث ان بلدنا بحاجة لهذه الاجيال والطاقات الشبابية في عملية البناء الاجتماعي والعلمي والارتقاء الى ان يكون مجتمعنا مجتمعا متكاملا وناضجا حيث اننا الان بأمس الحاجة وخاصة في الوقت الحاضر لهذه الطاقات نرى ان بعض الكليات الاهلية تمارس عملية الربح والخسارة وكأن العلم وتلقي المعرفة اصبح عملية تجارية فمثلا لو عرضنا برامج بعض الكليات الاهلية من حيث تحديد الاجور الدراسية نلاحظ ان هناك حقا عملية تجارية بين هذه الكليات وغيرها من حيث التنافس في رفع الاجور الدراسية. فانا كاتب هذه السطور.. احد الخريجين من كلية الرافدين الجامعة لسنة (2005- 2006) فعندما قدمت للدراسة في الكلية عام (2000- 2001) كان القسط انذاك (150000) مائة وخمسون الف دينار وعندما تخرجت اصبحت الاجور (750000) سبعمائة وخمسون الف دينار وهذه العملية تشمل كافة الاقسام من حيث الزيادة.. اما الان وفي هذا العام فان الاجور اصبحت (1000000)- (1300000) مليون دينار ان هذا في الغالب يؤدي بالطلبة الى ترك مقاعدهم الدراسية او يؤدي بالبعض الى التأجيل لعام دراسي او اكثر وهذا يشكل عباً اضافيا الى الاعباء الاخرى التي يعاني منها الطلبة منها الاقتصادية والحالة الامنية، كل هذه المعاناة تؤدي بالشباب العراقي الى ترك المقاعد الدراسية والتوجه نحو اعمال لاتتناسب وطموحاتهم ورغباتهم. ان ذلك يعد هدرا للطاقات التي بلدنا احوج ما يكون اليها. واخيرا اتوجه الى السيد وزير التعليم العالي المحترم ان يولي هذا الموضوع العناية الخاصة وان ينظر بعين الابوة الى اولاده الطلبة، وان تعيد الوزارة النظر في الاجور الدراسية في الكليات الاهلية وخاصة الدراسات المسائية وان تحاول تخفيضها للحد الادنى من اجل النهوض بالواقع العلمي والدراسي في البلد، واننا واثقون بان وزارة التعليم العالي حريصة على اتخاذ كل ما من شانه ترصين الناحية العلمية والاكاديمية وتوفير الاجواء المناسبة كي يصبح التعليم الجامعي في خدمة المجتمع وتلبية متطلباته
|