الافتتاحية
|
ابحث في الموقع
التصويت
الساعة الآن
تفاصيل الخبر
“رحلة في الرحيل”' أوتوبوغرافيا حزينة لعائلة عانت الشتات
2016-03-20
كندة قنبر
فيلم "رحلة في الرحيل" للمخرجة والشاعرة الفلسطينية هند شوفاني مصور على وقع قصائد كتبتها المخرجة لأبيها الراحل إلياس شوفاني، مع تأثيرات تصويرية تأخذ المشاهد إلى زمن الكفاح المسلح، تحكي فيها هند الطفلة والفتاة عن مشاعرها وحياتها التي عاشتها هي وعائلتها الصغيرة في ظل الأب الحاضر الغائب.
تدور أحداث الفيلم في مدينة دمشق والتي تشهد تغيرا جذريا وتاريخيا، حيث يبدأ الفيلم بمكالمة هاتفية تسأل البنت عن حال الأب الذي يعيش محاطا بالقصف والحواجز الأمنية التي زرعها النظام السوري لقتل أي احتجاج وثورة ضده.
تكلم إلياس شوفاني بروح مرحة ساخرة قائلا رغم القصف وانقطاع التيار الكهربائي والمازوت وغلاء المعيشة، "مازالت عايش"، ولكن في نفس الوقت كانت في صوته نبرة المكلوم الحزين على ثورة يتيمة.
تتنقل أحداث الفيلم من حال الحاضر إلى الماضي والحقبات التي عاشها هذا المناضل في ثورته الفلسطينية وربطها بالحاضر الذي يعيشه الربيع العربي، وفي لحظة تتداخل الأحداث والتحليلات مع بعضها ولا نعرف في أي زمن نعيش.
ألف إلياس شوفاني أكثر من 22 كتابا عن فلسطين وإسرائيل وتشكيل الوعي العربي، منها "طريق بيغن إلى القاهرة" و"أمن إسرائيل الاستراتيجي" و"الحروب الإسرائيلة ـ العربية" وغيرها الكثير من المؤلفات والمقالات.
عاش إلياس شوفاني حياه الشتات وعاشت معه عائلته الصغيرة شتاته وشتاتا آخر محكوما على كل فلسطيني، أراد أن يشق طريق فلسطين الصخري بيديه، منع من دخول عدد من الدول العربية وكان مطلوبا من قبل إسرائيل وحركة فتح ورجال الرئيس عرفات.
تحدث الراحل في الفيلم عن خياراته التي أقدم عليها وقال لابنته أنه ليس بنادم عليها، وعلى فكره الراديكالي وأنه متصلب في آرائه وأنه اختار عمله الثوري والسياسي على حساب عائلته وحياته الخاصة، لأنه يعشق العمل السياسي وأن أولوياته هي فلسطين.
صورة هذا الرجل القوي غير النادم والمتصلب في قراراته تغيرت في لحظة تلقيه مكالمة من عمّان، التي تحدثت فيها صديقة زوجته لتخبره آنذاك عن رحيل زوجته ياسمين، والذي كان مبكرا، بعد صراع طويل مع المرض.
انهار إلياس عند تلقيه الخبر وأجهش بالبكاء، فأزيل حاجز القسوة عنه وظهر الإنسان والزوج فيه، لم تستطع كاميرا هند أن تلتقط هذه اللحظات، ولكن حديثه عن موت زوجته والحياة التي عاشها خلال مرضها ورحيلها تظهر أحاسيسه التي ألمح إليها وعن المحنة التي عاشها بعد رحيل ياسمين.
قالت المخرجة هند شوفاني لـ"العرب" إنها قامت بإخراج هذا الفيلم ليس فقط لتوثيق حياة والدها، ولكنها قصة متكاملة، تحتوي على كل العناصر الدرامية، التي فيها البعد الإنساني وروح التضحية والخسارة، الحروب والحنين، الالتزام والفشل والمثابرة.
وأضافت هند "من المهم جدا أن نوثق حياة نضال الجيل الأكبر سنا، والذين قاتلوا من أجل فلسطين في حقبة مختلفة كان يشوبها الأمل في الانتصار، وفي نفس الوقت النتائج التي وصلنا إليها هذه الأيام"، وهذا التوثيق من وجهة نظر هند المخرجة أمر مهم للذاكرة الجماعية بالنسبة لأبناء الجيل الجديد والقضية في حدّ ذاتها.
فيلم يحكي أوتوبوغرافيا حزينة عن عائلة عانت من خيارات ثورية متطرفة، وصوّر حجم التضحيات وانعكاساتها على محيطه، ولعل المراد قوله وبشكل غير مباشر أن ثمن أي قرار ثوري هو ثمن باهظ، وأي طريق ثوري هو طريق طويل محفوف بالدماء و الانكسارات، اتفقنا مع فكر إلياس شوفاني أم اختلفنا معه، فلا شك أنه صاحب ثورة أخذت عددا من المراحل والأشكال، وتنقلت من العمل الميداني والسياسي ومن ثمة إلى العمل الأكاديمي المعرفي.
حديث إلياس شوفاني في آخر مكالمة له عن دمشق وأبنائها، جعل لهذا الفيلم صدى خاصا لواقع مرير يعيشه الربيع العربي والذي قال لابنته إنه لن يغادر المدينة ولن يغادر بيته وهو باقٍ مع الناس الذين عاش معهم وشاركهم حياتهم، منتقدا ممارسات النظام السوري القمعية وفي نفس الوقت منتقدا أداء هذه الثورة.
المزيد من الاخبار
محليات
خريطة زوار الموقع
أحصائيات
عدد الزوار حاليا : 11
عدد زوار اليوم : 187
عدد زوار أمس : 230
عدد الزوار الكلي : 138865
عدد زوار اليوم : 187
عدد زوار أمس : 230
عدد الزوار الكلي : 138865
