تفاصيل الخبر
خريجون جدد يتخوفون من الانضمام الى ركب العاطلين
2014-10-20
متابعة الجريدة
امتزجت دموع الفرح والحزن والقلق بعيون أم محمد (53 سنة)، وهي تشاهد أبنتها وولديها يعتمرون قبعات وزي التخرج من جامعة القادسية في دورتها الثالثة والعشرين، وأصبح هاجس الخوف من مستقبل مجهول واجه من تخرج من قبلهم ونال الشهادات التي اكتفت بأن تكون الجدران حاضنة لها مع صور الذكريات، فيما أعرب صحفيون عن "امتعاضهم" من تعامل رئاسة الجامعة معهم عندما منعتهم من تغطية الاحتفالية.
وتقول أم محمد إن "ثمانية عشر عاماً مرت وانقضت بين الخوف والقلق والسهر لينال أبنائي درجات عالية مكنتهم من التفوق في حياتهم الدراسية في جميع مراحلها"، وتشير الى أني "حاولت بكل جد أن أوفر لهم المناخات المناسبة وحثهم الدائم ليحافظوا على الصدارة بين زملائهم، وينافسون من يرونه أقدر منهم للوصول الى مراتبه العلمية".
وتوضح أم محمد أن "حلم حياتي تحقق اليوم بمشاهدتي إياهم يقفون وسط زملائهم يلبسون زي التخرج في الحفل الذي أقامته جامعة القادسية على حدائق كلية التربية الرياضية، لكنه ممتزج بالخوف من المجهول، الذي قد يجعلهم أرقاماً فقط بين صفوف العاطلين عن العمل، وعلى الحكومة العراقية أن تفكر جدياً بالاستفادة من طاقاتهم وشهاداتهم لبناء الوطن، أو تشجيعهم على فتح مشاريع خاصة ممولة بقروض ميسرة لتنشيط القطاع الخاص بدل بحثهم عن التوظيف الحكومي".
وفي مضمار سباق كلية التربية الرياضية، وقف الطالب الأول على قسم الكيمياء في كلية العلوم، حيدر خليل عبد الرحمن، وسط زملائه والحيرة تشغل أفكارهم من مستقبلهم المجهول.
ويقول عبد الرحيم إن "فرحتنا بيوم التخرج في آخر لقاء يجمعنا مع الزملاء، بعد ان أنهينا حياتنا الجامعية لبدته غيوم الحزن لأسباب عدة، أولها الانضمام الى صفوف العاطلين عن العمل، وقسوة الحياة المقبلة، وغياب الفرص أمام الخريجين في بناء مستقبلهم، وفراق بعضنا بعد سنوات قضيناها معاً".
وفي محيط ملعب كلية التربية الرياضية وقف عدد من الصحافيين ممتعضين من تعامل رئاسة الجامعة بازدواجية مع المؤسسات التي يمثلونها، بعد أن وجهت بالسماح لدخول الفضائية الجامعية والقناة الحكومية العراقية ومؤسستين أخريين يعمل مراسلوها كموظفين في إعلام الجامعة، فيما تم منعهم من تغطية الحفل وإجراء اللقاءات مع التدريسيين وعمداء الكليات والطلبة الخريجين.
ويقول مراسل إذاعة المدى، أمير فاضل، إن "دعوة تلقيناها من الزملاء العاملين في الاعلام الجامعي، لحضور وتغطية مراسيم حفل تخرج الدورة الثالثة والعشرين من طلبة جامعة القادسية، لكن عدداً من المسؤولين في الجامعة منعونا من دخول ساحة الملعب الذي أقيم فيه حفل التخرج، والمشكلة في أنهم أكدوا على تعليمات رئاسة الجامعة استثنت وسمحت الى بعض المؤسسات وحرمان مؤسسات أخرى بالرغم من أن حضورنا كان بدعوة منهم".
ويؤكد فاضل على أن "الإجراءات والتعقيدات التي تنتهجها رئاسة الجامعة مع المؤسسات الصحافية والقنوات الإعلامية ليست غريبة، فكل نشاط يقام فيها نواجه نفس الأسلوب الذي يشعرنا بأننا في مؤسسة أمنية لا جامعة مدنية، من المفترض أن تغيب عنها جميع المشاهد المسلحة، إضافة الى الطريقة التي يتعامل بها رجال الأمن الجامعي التي تعيد الى الأذهان أساليب الأمن الصدامي".
من جهته قال الاعلامي، صفاء الحسيني، أن "محاولات وحوارات عدة بالعديد من أساليب الإقناع على أمل إقناع المسؤولين عن تنظيم الحفل بخطأ الإجراءات، باءت بالفشل، وجوبهت للأسف بلغة متعجرفة، وكانت عبارة أن قرار الاستثناء صوت عليه مجلس الجامعة، الأمر الذي نفاه مدير اعلام الجامعة، الذي جاء للاعتذار عن تصرف موظفي الجامعة وعدم فهمهم للتعليمات الصادرة، لكن كان بعد فوات الآوان إذ اختلط الظلام وأصبح من الصعب علينا الحصول على صور مناسبة للفعاليات التي انتهت ونحن نقف خلف حاجز موظفي الأمن الجامعي".
ويتابع الحسيني أن "أغلب الصحافيين الذين تم منعهم اضطروا الى استخدام العدسات الكبيرة للحصول على الصور لتغطية الفعاليات، لكنهم واجهوا مشكلة عدم وضوحها او دقتها وجودتها بسبب الغيوم والظلام"، مطالباً "رئاسة الجامعة باحترام الدستور وقوانين حق الحصول على المعلومة وأن تلتزم تجاه المؤسسات الصحافية والإعلامية التي تدعوها لتغطية نشاطاتها مستقبلاً، أفضل من مواجهتها مقاطعة تلك المؤسسات لجميع فعالياتها ونشاطاتها المقبلة ونحن مقبلون على عام دراسي جديد تكثر فيه هذه الممارسات".
وكانت جامعة القادسية، أعلنت من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، في (الأول من تشرين الأول 2014)، عن استكمالها الاستعدادات الخاصة بإقامة حفل تخرج الدورة الثالثة والعشرين دورة (السلام والتنمية)، لطلبة العام الدراسي 2013- 2014.
وأعلنت جامعة القادسية، أن عدد الطلبة المتخرجين للعام الدراسي 2013/2014، بلغ 3147 طالباً وطالبة، للدراستين الصباحية والمسائية، موزعين على (11) كلية، منهم (583) طالباً وطالبة من كلية الإدارة والاقتصاد، و324 لكلية الآداب، وثمانية وعشرين طالبة وطالباً في كلية الطب البيطري، و71 من كلية الطب، و159 من كلية التربية الرياضية، ومن العلوم 168 خريجاً، و163 من كلية علوم الحاسبات والرياضيات، و363 خريجاً من كلية القانون، و78 خريجاً من كلية الهندسة، و108 طالبات وطلبة من كلية الزراعة.