تفاصيل الخبر
أسواق حلب القديمة تتحول إلى ثكنة عسكرية كبيرة
2016-09-18
عند احد مداخل حلب القديمة، يجلس ابو نديم بثياب رثة على احد الارصفة يعزف على الناي الحانا حزينة تعكس صورة اسواق اثرية كانت تعج يوما بالناس لتتحول الى مكان شبه مهجور يعيش فيه القلة من السكان بين الركام وثقوب القذائف والرصاص.
وكما حال مدينة حلب، انقسمت المدينة القديمة في العام 2012 واثر معارك عنيفة، بين احياء واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة واخرى تحت سيطرة الجيش السوري.
وخلال اربع سنوات من معارك جعلتها خط تماس بين الاطراف المتقاتلة، تحولت حلب القديمة الاثرية الى ثكنة عسكرية كبيرة حتى بات الجنود هم زبائن من تبقى من خياطين وحلاقين وتجار في منطقة غادر غالبية سكانها.
في حارة بحسيتا الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة القديمة، لا يزال الخياط زكريا موصلي (45 عاما) مواظبا على مهنته، الا ان الزبائن هم الذين تغيروا.
ويقول موصلي وهو يقص قماشا عسكريا، "أنا الخياط الوحيد في حلب القديمة".
ويضيف "كنت اعمل في السابق في صناعة القبعات الملونة للاطفال والنساء والشباب، اما اليوم فبت متخصصا بصناعة القبعات العسكرية، كون المنطقة اصبحت برمّتها منطقة عمليات عسكرية وينتشر فيها الجنود السوريون".
ويتابع "لدي زبائن اوفياء يأتون من داخل حلب، ولكن معظم زبائني حاليا من الجنود والضباط، واصبحت ماهرا في صناعة القبعات العسكرية".
رفض زكريا وعائلته مغادرة منزلهم، واصروا على البقاء برغم المخاطر، ويؤكد زكريا "هنا منزلي، وهنا عملي، وهنا كل ذكرياتي. لم أخرج برغم خطورة المكان، ولست نادما على قراري ابدا".
وفي غرفة مجاورة لمنزله، وضع زكريا بعض آلات الخياطة، يأتي بالقماش من الاحياء الغربية ويعود بها الى حلب القديمة بعد اجتياز النقاط العسكرية ومناطق اخرى تتسم بالخطورة اكان بسبب القذائف او بسبب رصاص القناصة.
وتعد حلب واحدة من اقدم مدن العالم وتعود الى اربعة آلاف عام قبل الميلاد. الا أن المعارك التي شهدتها في العام 2012 دمرت المدينة القديمة وأسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وبات الركام يغلق الكثير من حارات المدينة القديمة، واخرى بدت معتمة بقناطرها الأثرية المتضررة. وأغلقت بعض المحال في الحارات الضيقة بالأقفال في حين تحطمت ابواب محلات اخرى جراء المعارك. اما الجدران فامتلأت بثقوب الرصاص.