تفاصيل الخبر
انعكاسات الاتفاق النووي الأميركي الإيراني على المنطقة
2015-07-26
كتب المحرر السياسي
لا شك أن هذا الاتفاق يمثل حدثاً مهماً وبارزاً في الساحتين الدولية والإقليمية، غير أن الاتفاقات الكبرى ـ كهذا الاتفاق ـ تتطلب المزيد من الحذر بانتظار خطوات التنفيذ الأولى إذ ليس كل ما نُشر في وسائل الإعلام ووكالات الانباء يتميز بالدقة التامة.
وعلى الرغم من رغبتنا الكبيرة ومصلحتنا في تهدئة الأوضاع والحدّ من التوترات والاحتدامات في هذه المرحلة، ولكننا نعتقد أن أبناء المنطقة يمنون أنفسهم ويولون اهتمامهم الأكبر لتشكيل حلف (معلن أو مضمر) لمحاربة الارهاب واجتثاثه من المنطقة. وما يشير إلى هذه الرغبة هو أن كثيراً من الأحاديث التي أعقبت بعد التوقيع على الاتفاق ألمحت إلى إمكانية قيام مثل هذا الحلف بالإضافة إلى أجواء التفاؤل التي سادت إثر أنباء قيام تركيا بتعقب واعتقال وقتل عناصر من التنظيمات الداعشية داخل أراضيها رداً على عملية التفجير التي قام بها التنظيم الوحشي في منطقة (سوروج) على الحدود التركية السورية.
وبموازاة ذلك، فإن إقدام "داعش" على تنفيذ عمليات إجرامية داخل المملكة العربية السعودية وعودة أعداد كبيرة من السعوديين الداعشيين "التائبين" من سوريا إلى بلادهم الذين حصلت أجهزة الامن السعودية منهم على معلومات خطيرة تهدد الأمن الداخلي في السعودية.
في ضوء تعاظم المخاطر التي تتهدد المنطقة بدأ الحديث يدور في الكواليس عن تعاون أميركي إيراني لوضع خطط لمكافحة الإرهاب في المنطقة بما يمكن أن ينعكس إيجابياً على أمن المنطقة، وعلى سبيل المثال فإن قطر التي كانت من الدول الداعمة للإرهاب أيدت الاتفاق الاميركي الإيراني الاخير.
كذلك فإن الأوساط السياسية في المنطقة تتحدث عن دور روسي لدعم جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب وهذا يتطلب تغييرات جذرية في المواقف التركية والسعودية من الإرهاب.
وفي الإطار نفسه، يجري الحديث عن أم مندوب الامم المتحدة المكلف بالمسألة السورية (دي ميستورا) يعمل على استغلال المناخ الذي وفره الاتفاق الاخير على تنسيق الجهود ضد الإرهاب بين مجموعة (5+1) وتركيا وإيران ومصر والسعودية للتوصل إلى اتفاق يصادق عليه مجلس الأمن الدولي يمهد لقيام المجموعة الدولية بالتعاون مع دول المنطقة في جهود مكافحة الإرهاب.
إننا نعتقد أن جدية المجموعة الدولية والدول المتحالفة يمكن أن تتضح بصورة جلية إذا أقدمت بعض دولها على أيقاف دعمها للإرهاب في سوريا والعراق وتوفير وسائل تمكن هذين البلدين من طرد القوى الإرهابية التي تحتل أجزاء مهمة من أراضيهما.