تفاصيل الخبر
ذكرى تأسيس الجيش العراقي
2016-01-10
تزامنت احتفالات العراقيين هذا العام بالذكرى الـ 95 لولادة أول نواة للجيش العراقي "فوج موسى الكاظم" في السادس من كانون الثاني لعام 1921، مع الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال قواته المسلحة ضد فلول وزمر الظلام والتخلف في الرمادي، فقد كان الجيش الذي اضطلع منذ تأسيسه بدوره الوطني والقومي خير معبر وممثل للوحدة الوطنية لسلامة وصوابية الاسس والقواعد التي بُني عليها.
كان الجيش العراقي لصيقاً بهموم وقضايا شعبه وامته، فانتفض في عام 1941 بوجه قوات الاحتلال البريطاني لتحرير العراق من الاستعمار البغيض وادواته، وكان فشلها وما تعرض له قادتها من قبل النظام الملكي الرجعي حافزا ودافعا لتكثيف جهوده وطاقاته حتى تكللت بثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي ارخت قبضة القوى الاجنبية وكسرت الاصفاد التي تشد العراق للاحلاف والمعاهدات المصادرة لحرية قرارته الوطنية المستقلة.
إن الجيش العراقي، صانع الانتصارات والتاريخ الناصع المطرز بدماء الشهداء الذين سيجوا وحدة العراق وحموها من الصدمات والتعرضات والضمانة الأهم في مواجهة التحديات التي تعتري مسيرة الوطن، تعرض الى اكبر انتكاسة في حياته الحافلة بالبطولات والتضحيات والمآثر بإقدام الحاكم المدني بول برايمر الى حله في عام 2003، واعادة تشكيله على وفق نظام المحاصصة والطائفية السياسية الذي افرغه من مضامينه الوطنية باعتباره ممثلا ووعاءا لجميع العراقيين دون تمييز.
لقد شهد الجيش العراقي لأول مرة في تاريخه الطائفية السياسية حين اعتمدت قياداته الجديدة مبدأ ذكر الطائفة عند الانتساب اليه، وهو مبدأ رسخ وغذى الانقسامات والصراعات الطائفية فيه وسرب الضعف اليه وصرفه عن مهامه الوطنية العليا، بما أدى إلى تمكين قوى الارهاب من استغلال هذه الحالة والاقدام على احتلال اراضي أربع مدن رئيسة وتدميرها وتشريد وتهجير سكانها الذين تعرضوا الى القهر والعذابات والمعاناة.
إن ما يتعرض له العراق من مخاطر وتحديات داخلية وخارجية تستدعي اعداد الجيش اعدادا وطنيا يصبح معه قادرا على حماية شعبه والدفاع عن الوطن ضد الاطماع الخارجية والمخاطر الداخلية، ولتهيئته لهذه المهام ينبغي تحريم الطائفية السياسية والعمل الحزبي فيه وجعل المواطنة العراقية اساس الانتساب اليه لضمان وحدته وتحوله الى رافد من روافد الوحدة الوطنية، كما أن العودة إلى الخدمة الالزامية ضرورة ملحة لمعالجة الخلل الكبير الذي سببته المحاصصة والطائفية السياسية إذ أن الخدمة الإلزامية تعني أن جميع أبناء الوطن دون استثناء معنيون بحمايته والدفاع عنه.