تفاصيل الخبر
الازدحام المروري يرفع مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية
2013-06-17
كشفت دراسة علمية حديثة أن العيش بالقرب من طريق مزدحم قد يؤدي للإصابة بمرض قلبي.وقالت الدراسة إن التعرض طويل الأمد لجسيمات هوائية ناجمة عن تلوث مروري، يمكن أن يفضي للإصابة بمرض انسداد الشرايين "المعروف بالتصلب العصيدي" . وبدراستهم للحالة الصحية لخمسة آلاف مشارك في هذه التجربة العلمية، بحث العلماء الذين عرضوا نتائج دراستهم في مؤتمر يوروبريفنت 2013 الذي عقد مؤخراً في روما، عن علاقة أو رابط بين الإصابة بالأمراض القلبية والقرب من الطرق الرئيسة.اكتشف العلماء أن العيش بالقرب من طريق مزدحم يزيد مخاطر ارتفاع مستوى الكالسيوم حول القلب، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض تكلس الشريان الأورطي.وذكرت الدراسة أن قرب الإنسان بمستوى 300 قدم من طريق رئيس يرفع مستويات الكالسيوم بنسبة 10%. وقال الدكتور هاغن كالش الذي ترأس فريق البحث: "هذان النمطان الرئيسيان من الانبعاثات المرورية يسهمان في تفسير الروابط بين العيش بالقرب من طريق يتسم بحركة مرورية كثيفة، والإصابة بالتصلب العصيدي".وذكر العلماء، أن التعرض طويل الأمد للهواء الملوث وضوضاء الحركة المرورية تعد من عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بالتصلب العصيدي.وقال الباحثون إن الضوضاء والتلوث المروري يعتقد أنهما يسلكان ممرات جسمانية متماثلة، وبذلك يسهما في زيادة مخاطر الأمراض القلبية.ويتسبب هذان العاملان في إحداث عدم اتزان في الجهاز العصبي الذي ينظم ويضبط ضغط الدم، ودهون الدم ومستوى الغلوكوز.وقال الدكتور كالش الذي يعمل في مركز أبحاث القلب في إيسن بألمانيا: "إن الجزيئات الملوثة وضوضاء الحركة المرورية يعتقد أنهما يعملا عبر مسارات بيولوجية متماثلة، ونحن نعتقد أنها تسبب أمراض القلب . وكلاهما يسبب عدم اتزان في الجهاز العصبي الذي يتغذى عبر ميكانيزمات "أو آليات" معقدة تنظم ضغط الدم، دهون الدم، مستوى الغلوكوز، التخثر واللزوجة".وكانت أبحاث كشفت سابقة أن مخاطر الإصابة بمرض قلبي تبلغ 12% لكل 10 ديسيبل من الضوضاء الناجمة من الحركة المرورية "الديسيبل هو وحدة قياس الضوضاء".ووجدت دراسة لاحقة أعدها باحثون فرنسيون أن الملوثات الناجمة عن الحركة المرورية تزيد من مخاطر النوبات القلبية.من جانب آخر، حذّر علماء من أن تعرض كبار السن للضجة الناتجة عن ازدحام السير يزيد خطر إصابتهم بالجلطات.وذكر موقع "هلث دي نيوز" أن خطر إصابة الأشخاص بالجلطات ازداد بنسبة 14% لكلّ 10 ديسيبيل من ضجة الطرق.ولم يظهر أن الخطر كبير على الأشخاص دون ال65 من العمر، ولكن تبين أن خطر الإصابة بالجلطات يرتفع بنسبة 27% لكلّ 10 ديسيبيل إضافية من الضجة عند الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة.وشملت الدراسة التي أجراها باحثون دنماركيون 57 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً يقيمون قرب كوبنهاغن بين 1993 و1997.ورجح معد الدراسة ميت سرونسين أن يكون التوتر الناتج عن الضجة عاملاً مساهماً في الإصابة بالجلطات.وقال "التعرض لضجة الازدحام قد يؤدي إلى التوتر ويعيق النوم ما يزيد خطر الإصابة بالجلطة".ونشرت الدراسة في دورية "القلب الأوروبي".وفي السياق نفسه وجدت دراسة جديدة أن الرضّع الذين يتعرّضون لمستويات عالية من التلوّث المروري هم أكثر عرضة للإصابة لاحقاً باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة.وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في مستشفى (سينسيناتي) وجدوا أن تعرّض المرحلة الأولى من الحياة للتلوث المروري يزيد الأطفال عرضة لقصور الانتباه وفرط الحركة لاحقاً.وبيّنت الدراسة أن الأطفال في سن السابعة الذين تعرّضوا للمواد السامة في الشوارع هم أكثر عرضة لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة والأعراض المرافقة له، بما فيها العدائية ومشكلات السلوك.وذكر العلماء أن الجُسيمات السامة الموجودة في الهواء نتيجة التلوث المروري قد تتسبّب بضيق الأوعية الدموية وتسمّم في قشرة الدماغ الأمامية . وقال الطبيب نيكولاس نيومان: "هناك قلق متزايد بشأن الآثار المحتملة لتلوث الهواء المروري على النمو الدماغي، وهذا التأثير غير مفهوم بشكل كامل بسبب محدودية الدراسات الخاصة بعلم الأوبئة" .وشملت الدراسة أطفالاً مولودين في المدن بين العامين 2001 و،2003 بينهم من يعيشون قرب الشوارع الرئيسة ومحطات الحافلات، وبعضهم يعيش بعيداً عنها .وتابع العلماء الأطفال منذ عمر الرضاعة وحتى سن السابعة، وتبيّن أن الذين تعرّضوا لأعلى درجة من التلوّث المروري خلال العام الأول من حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بفرط في الحركة في سن السابعة .وقال نيومان إن "بعض الآليات البيولوجية يمكن أن تفسّر الرابط بين سلوك فرط الحركة وتلوث الهواء في الطرقات، بما فيها ضيق الأوعية الدموية في الجسم وتسمم في قشرة الدماغ الأمامية”.