هواتف المستقبل أكثر ذكاء بالتكنولوجيا الحيوية
2013-06-02
تعد الهواتف الذكية انطلاقة كبرى نحو جيل جديد من التكنولوجيا التي فتحت العالم على مصراعيه أمام المستخدمين من خلال الاتصال السريع بالإنترنت وكم هائل من التطبيقات التي سهلت الكثير من الأعمال ووفرت الوقت والجهد، بل وأصبح الاعتماد عليها رسمياً في كثير من مواقع العمل وغيرها، وفي ظل النمو السريع لتلك التكنولوجيا تخطت الهواتف وظيفتها الأساسية بإجراء الاتصالات الهاتفية والتطبيقات الترفيهية والعامة وعرض ملفات الوسائط المتعددة لتصبح أكثر ذكاء ومزودة بتكنولوجيا حيوية تسهل من التعامل معها والتعرف إلينا وتقديم كل التسهيلات لمساعدتنا في جميع المواقف .
تشير الشركات العاملة والمصنعة للهواتف المحمولة أن مستقبل الهواتف المحمولة وسوق التكنولوجيا سيشهد سباقاً عنيفاً خلال العشر سنوات المقبلة لتصنيع وتطوير أجهزة تمس حياة الإنسان بشكل مباشر ولها القدرة على التواصل معه ومساعدته تلقائياً، وكذلك لن تعتمد صناعته على تطوير التطبيقات الحالية وأساليب العرض التي أصابت الكثير من المستخدمين بالملل، بل ستتغلب على معوقات تواصل تلك الأجهزة مع الإنسان بدون طلب ذلك منها خلال المواقف اليومية المختلفة وعن طريق الاستشعار بالخطر أو الإحساس بمقدمات أحداث معينة كالكوارث والحرائق وتنبيه الإنسان لها، كما ستتيح كل استخدامات الحواسب الشخصية والمتطورة لتتجمع كلها بجهاز فائق الذكاء بحجم اليد ويكون المساعد والصديق الوفي للإنسان في الأوقات كافة .
تكمن أولى التقنيات التي ستستخدم قريباً في إمكانية عرض الهواتف لوسائل الوسائط المتعددة الثلاثية الأبعاد، وكذلك متصفحات الإنترنت ستكون متاحة في التقنية نفسها لتستعرض صفحات ورسوم أكثر تفاعلية من ذي قبل وتسمح للمستخدمين بتحريكها داخل المتصفح وحفظها بطريقة يدوية ليبدو المستخدم داخل بيئة أشبه بالتجول بدار عرض حول المعروضات بل والتحكم بها، إضافة إلى ذلك ستبدو التطبيقات الوسائط المعروضة كافة بارزة خارج الشاشات في التقنية نفسها بدون الحاجة إلى ارتداء نظارات خاصة لذلك، ولن يقتصر الأمر على الأمور الترفيهية، بل سيحظى عالم الأعمال بأهمية خاصة في عرض الصور البيانية والتقارير بشكل حي والكتابة ستبدو وكأنها على أوراق نحملها باليد .تعد التكنولوجيا الحيوية واحدة من أهم التحديات التي ستواجه صناعة الهواتف في المستقبل، فبدلاً من الصعوبات التي نواجهها في حفظ العديد من الأرقام السرية التي نستخدمها في حياتنا اليومية سيقوم الهاتف بتلك المهمة من تلقاء نفسه بالتعرف إلى الأشخاص عن طريق تصميم شاشات عالية الدقة وأجهزة استشعار ذكية تسجل معلومات حيوية عن المستخدم ومن ثم تتيح له الدخول بدون الحاجة لإجراءات معقدة، فعلى سبيل المثال بمجرد لمس الشاشة سيكون هناك مستشعرات تقوم بمسح قاعدة الأصبع وتتعرف إلى البصمة لتسمح بالدخول مباشرة، وكذلك ببصمة الصوت كما هو متاح الآن في بعض الأجهزة الذكية وبعض أنواع التلفاز، إضافة إلى تعرف الكاميرا الأمامية للوجه لفتح الجهاز، وكل ذلك بشكل غير مباشر بمجرد اللمس أو وضع الهاتف أمام الوجه لإتاحة نوع أكثر مرونة للاستخدام، ولمزيد من الدقة يتم الآن إجراء تجارب بشركة "هاواوي" لتطوير نوع مبتكر من التعرف إلى المستخدمين من خلال أسلوب ضغطهم على الأزرار والمفاتيح وطريقة حملهم للهاتف الذكي نفسه، فقد تبين أن لكل فرد أسلوب استخدام فريد يميزه عن الآخر مثل البصمة ولكنها تحتاج إلى معالجات من نوع مبتكر يجرى الآن التوصل إليها عن طريق مجسات خاصة، ولكن لن تتاح كل تلك الوسائل الحيوية مرة واحدة داخل الهاتف، بل ستكون بناء على طلب العميل إذ ستكون تكلفتها مقاربة لعشرة آلاف دولار بقيمتهم الحالية، فعلى سبيل المثال سيُطلب وسيلة أمان واحدة إذا تعلق الأمر بالدخول على موقع "الفيسبوك" أو تصفح البريد الإلكتروني، ولكن يمكن أن يرتفع الطلب لأكثر من وسيلة أمان إذا كان الاستخدام مرتبطاً بإدارة الأعمال والخدمات المصرفية أو لحفظ معلومات بالغة الأهمية .كذلك هناك تكنولوجيا يعدها البعض خيالاً علمياً وهي إتاحة هاتف محمول بدون شاشة ليعتمد بشكل رئيس على الصوت وإصدار الأوامر الصوتية وكذلك التعرف إلى الأشخاص بالتكنولوجيا الحيوية والعمل كمساعد شخصي يقوم بتصفح الإنترنت وقراءة ووصف محتويات الصفحات والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووصف المحتويات والتعليقات بأسلوب جذاب، وسيكون متاحاً فقط للأشخاص المشغولين باستمرار ورجال الأعمال وغير المعنيين بالوسائل الترفيهية، ولكن هذا النوع من الهواتف يتطلب سرعة وذكاء أكبر من بقية الهواتف . كما ستتفوق الهواتف الذكية بشكل عام في جودة الاتصال بالملحقات المختلفة بمجرد الاقتراب منها وكذلك بالأجهزة كالألواح الإلكترونية والخوادم الأخرى، بل وانتقال ذاكرة الخادم أو المساعد الشخصي إليها بمجرد إصدار الأمر بذلك وإمكانية نسخ أكثر من مساعد واحد داخل الهاتف الواحد ليكون متاحاً لأكثر من فرد داخل الأسرة، وبالطبع سينعكس الأمر على تصميم الهواتف ليصبح أكثر مرونة وصغراً في الحجم وقوة في شبكة التغطية التي لن يعتمد عليها الهاتف كثيراً بسبب تطوير قدراته للاتصال المباشر بالأقمار الصناعية لتغطية كل مجالات الحياة في أي مكان.
المحفظة الإلكترونية
بجانب أمان الخدمات المالية سيصبح الهاتف الذكي عبارة عن محفظة للنقود لها العديد من الاستخدامات المصرفية والدخول المباشر إلى شبكات البنوك وإجراء التعاملات المالية والمضاربة في البورصة وحركات الشراء والبيع لكل الأنواع من الصفقات بمجرد الضغط على عدد من الأزرار، وكذلك سيكون هناك دخول حي على مختلف المزادات العالمية والانتهاء من كل إجراءاتها بدون الحاجة للسفر عن طريق الهاتف المحمول من خلال تطبيقات عدة ستكون متاحة قريباً وتربط تلك المزادات بشبكة واحدة ونشر أخبارها على مدار الساعة، فضلاً عن سهولة خدمات الدفع الاعتيادية بالدخول المباشر للحساب عن طريق تكنولوجيا "NFC" وهي شرائح اتصالات ذكية تصمم داخل الهاتف لها الأولوية في الدخول غير المشروط للحسابات ببرمجتها على شبكات البنوك العاملة .
المساعد الشخصي
ستتطور قدرة الهواتف على التفاعل ومساعدة المستخدمين لتصبح أكثر ذكاء لتمثل المساعد الشخصي الأول للمستخدمين وستزداد درجة معرفته بالأشخاص كلما زادت فترة استخدامهم للهواتف، فعلى سبيل المثال سيصبح بإمكان الهواتف في المستقبل أن تتصفح الإنترنت للمستخدم في أوقات معينة التي ستكون نفس الأوقات المعتادة له، وكذلك إجراء أي أنشطة أخرى روتينية قد يحبها الفرد وإتاحة بدائل عنها على الإنترنت كتشغيل الموسيقا ومطالعة الجرائد وتصفح البريد الإلكتروني وقراءته بدون الحاجة لإصدار الأوامر تماماً كمدير الأعمال أو السكرتير الخاص، وستزداد تلك التفاعلية تلقائياً كلما ازدادت درجة معرفة الجهاز للمستخدم والتعرف إلى ما يحب أو يكره أو ما يحتاج إليه في أوقات معينة، وسيتم استخلاص تلك المعلومات ومعالجتها على مراحل.