تفاصيل الخبر
العلماء يتنبأون بحدوثه في أي وقت .. تسونامي (كمبر فيجا) ينذر بكارثة في شمال الأطلسي
2013-07-01
يتوقع كثير من الباحثين في مجال البراكين حدوث مد موجي ضخم (تسونامي) يخلف دماراً هائلاً في عدة مناطق من العالم، وطبقاً لمجلة "فوكس" للعلوم والتكنولوجيا فإن الأحداث التي وقعت مؤخراً في اليابان وجنوب شرق آسيا تنبئ باحتمال حدوث "تسونامي" هائل ناتج عن الهزات البحرية، وتعد البراكين محفزاً قوياً لتوليد المد الموجي الهائل، وعندما ينهار جزء كبير من البركان داخل البحر، يحدث تسونامي، وهذا المد أدى إلى مصرع 20 ألف شخص خلال ال400 عام الماضية .في عام 1979 وقع "تسونامي" عندما انهار بركان إليورنج في جزيرة ليمباتا بإندونيسيا وأودى بحياة مئات الأشخاص، وفي عام 1972 سقط جزء من بركان أونزين وهو منطقة بركانية نشطة في اليابان، وأدى إلى حدوث تسونامي ضرب القرى الساحلية وأدى إلى مصرع 14 ألف شخص .ويعتقد العلماء أن انهيار بركان كمبر فيجا الموجود في جزر الكناري في إسبانيا من الممكن أن يؤدي إلى حدوث "تسونامي"، من نتائجه تدمير السواحل الشرقية للولايات المتحدة، وضرب السواحل الغربية لبريطانيا .والبراكين هي تضاريس برية أو بحرية تنبعث منها مواد منصهرة حارة مع أبخرة وغازات مصاحبة لها، وهناك مئات من الانهيارات الأرضية العملاقة التي تم تعريفها على أنها براكين، والتي خلفت وراءها ذعراً كبيراً، ومنها انهيار المدرج المسرحي للجانب الشرقي لجبل إتنا، كما وقع مؤخراً وبعرض ثلاثة كيلومترات الجزء الشمالي من بركان سانت هلن بسبب الانهيارات الأرضية التي حدثت عقب اندلاع بركاني في 1980 .وعندما يكون أي جانب من البركان غير مستقر، يحدث اهتزاز له عند وقوع أي زلزال، وتندفع منه المواد المنصهرة (الحمم)، وأحياناً تتساقط عندما تكون جبهة البركان منحدرة، وعندها تبدأ الأشياء في التحرك.ويكشف التصوير الرائع لانهيار الجهة الشمالية من بركان سانت هلن، أنه عند بدء حدوث الانهيار الأرضي للبركان، لا يوجد شيء يمكن أن يوقفه، حيث تندفع كتلة الصخور المتحركة أسفل المنحدر بشكل سريع، وتتحرك لعدة كيلومترات قبل أن تستقر وتهدأ، وتتلف كل شيء في طريقها.الانهيار الذي وقع لبركان سانت هلن ضئيل جداً إذا ما قورن بالذي وقع قبل التاريخ لجزء من جبل شاستا والذي قدر ب45 كيلومتراً مكعباً، وكذلك انهيار جزء من منحدر نوانو والذي قدر حجمه ب 5000 كيلومتر مكعب، وأدى إلى انهيار جزء ضخم من بركان كولاو بجزيرة هاواي من ملايين السنين.وأدى انهيار منحدر نوانو في جزيرة هاواي باليابان إلى انتشار الحطام على سطح البحر وإحاطته بجزر هاواي، وهناك انهيار آخر يعرف ب"أليكا 2" وتشكل منذ حوالي 100 ألف سنة، عندما وقع جزء ضخم من بركان مونا لوا داخل الأطلسي، وأدى إلى قذف موجي ضخم "تسونامي" على جزر الأرخبيل.وتبرهن الرواسب البحرية الممتدة على مسافة 60 كيلومتراً فوق سطح البحر على جانبي بركان كوهالا على حدوث الأمواج الضخمة، ومن مئات آلاف السنين تم إخماد بركان كوهالا، وبذلك بدا أن الارتفاع الحقيقي للمد الموجي "تسونامي" يقدر ب 400 متر.ويعد أكبر انهيار قادم هو بركان كمبر فيجا في جزيرة لا بالما بجزر الكناري في إسبانيا، وهو يتحرك بشكل مقلق منذ اندلاعه عام ،1949 والذي كان مصحوباً ببعض الهزات الأرضية القوية أسفل الجانب الغربي من البركان، مع وجود شق من الكسور بطول 3 كيلومترات على امتداد قمة البركان وأدت الهزات الأرضية إلى سقوط جزء من الجانب الغربي لمسافة أمتار قليلة في اتجاه البحر.وألمح فريق من الباحثين الذين قاموا بدراسة هذا البركان ما بين أعوام 1994 و1997 إلى أن الجهة الغربية منه مازالت تتحرك ولو بشكل بسيط، ومنذ أكثر من عقد شك الباحثون في حدوث شيء ما، وبمقارنة قراءة جهاز نظام الملاحة البحري والتي أخذت في عامي 1997 و2007 والمخصصة لمراقبة النزوح النسبي، تم الكشف عن نتائج مذهلة، وهي أنه ليس فقط الجزء الغربي من البركان هو الذي تشوه، ولكن على مدى عقد تحرك البركان في اتجاه الغرب وارتفع بمقدار يزيد على 10 سنتيمترات، وعلى الرغم من أن ذلك لا يبدو شيئاً ضخماً، إلا أنه يعني أن الجانب الغربي من بركان كمبر فيجا مؤهل لحدوث انهيار أرضي عملاق وحتى لو كان يتحرك بسرعات قليلة في الوقت الحالي.ومعدل سرعة التيار في اتجاه البحر ضعيف حالياً، لكن كل الدلائل تشير إلى أنه في وقت ما في المستقبل سيضعف الجانب الغربي من بركان كمبر فيجا وسيغرق داخل الجزء الشمالي من الأطلسي.وتنبأ ستيف وارد، باحث في جامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا كروز الأمريكية - والذي قام ببناء صورة واقعية لما سيؤول إليه الوضع عند اندلاع البركان من خلال عمله لنموذج حاسوبي - بأنه في أسوأ الحالات التي سيحدث فيها انحدار بمقدار 500 كيلومتر مكعب من الصخور في البحر بمعدل 100 متر في الثانية، سترتفع المياه بمقدار كيلومتر، ويهدأ البركان داخل الأمواج والتي سيصل ارتفاعها لمئات الأمتار.ويرى د . راسل ويان، عالم الجيولوجيا البحرية في المركز القومي البريطاني لعلوم المحيطات في جنوب ساوثهامبتون، أن البركان المستقبلي ستكون آثاره أقل من الشكل السيء الذي تم تصويره عليه، وقدم الدليل على ذلك بوقوع انهيار قديم في جزر الكناري بشكل تدريجي، فإذا انهار بركان كمبر فيجا بنفس الطريقة مع انزلاق الصخور التي تشكل الجانب الغربي له داخل البحر تدريجياً على مدى عدة ساعات فحينئذ سيكون هناك تسونامي أكثر وسيكون صغيراً وقوة تدميره أقل . وتبين كل المعلومات عن الانهيارات البركانية القديمة حقيقة أنه عندما يلقي البركان بجزء من جانبه، فهو يفعل ذلك بشكل سريع، وتنزلق كل المواد الموجودة فيه مرة واحدة، وعلى الرغم من أن المعلومات غير مؤكدة إلا أنه ربما عند انهيار الجانب الغربي من بركان كمبر فيجا داخل شمال الأطلسي يحدث تسونامي هائل وغير مسبوق في تاريخ البشرية.ويؤكد النموذج الحاسوبي السابق عن انهيار بركان كمبر فيجا أنه يحتفظ بكمية كافية من الطاقة المختزنة عند انتشاره عبر شمال الأطلسي، وبذلك تبقى الأمواج قوية بدرجة كافية، وتتمكن معها من إحداث تدمير هائل يصل إلى أماكن بعيدة مثل بريطانيا وغرب إفريقيا والسواحل الشرقية لأمريكا الشمالية.وعلى العكس فهناك خبراء آخرون يرفضون هذه الفكرة معللين بأن تسونامي الهائل المتوقع حدوثه سيفقد قوته بشكل سريع عند انتقاله لمكان آخر، وسينتج عنه أمواج تمتد على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية والتي سترتفع لأعلى أمتاراً قليلة.الباحثان ستيف الذي قام بإعداد النموذج الحاسوبي ود . سيمون داي من جامعة لندن كولدج مؤيدان للفكرة لاحظا أن "تسونامي" اليابان الذي وقع في 2011 ضرب مئات الكيلومترات القليلة من الساحل، ومع ذلك وصل حجم الخسائر ل10 آلاف كيلومتر من السواحل حيث امتد من نوفا اسكوتيا ووصل إلى البرازيل، ومن كازابلانكا إلى كفلافيك.ويدعم الباحثان تنبأ تهما بأنه في منتصف الأطلسي يحدث انفجار في جزيرة برمودا في اتجاه أي تسونامي متجهاً غرباً، وتعرف هذه الجزيرة جيولوجياً بأنها تحوي بعض الرواسب على سواحلها مثل حطام المرجان والقشور والتي تستقر بمعدل 20 متراً فوق سطح البحر، ويعتقد أنها وجدت نتيجة مخلفات تسونامي آخر مر بالجزيرة منذ آلاف السنوات، وهو ما يؤكد فكرتهما بأن الانهيار الذي سيخلفه "تسونامي" الناتج عن اندلاع بركان كمبر فيجا سيهدد بشكل خطير حوض المحيط الأطلسي بأكمله.وحتى الآن لا أحد يستطيع التنبؤ بموعد حدوث البركان، ولكن معدل انهيار جانب من البركان في جزر الكناري يحدث كل 100 ألف عام، ومع العلم بأن الجانب الغربي لبركان كمبر فيجا يتحرك بالفعل، فمن المتوقع أن يحدث تسونامي في وقت مبكر.ونظرياً فهناك علامات تحذيرية لحدوث تسونامي كمبر فيجا ستظهر في شكل المعدل السريع للانحدارات الأرضية، وعند مراقبة حركة البركان سيتم تنبيه الأشخاص ورفع درجة الحذر والاستعداد، والتأكيد على إخلاء الشواطئ المعرضة للتهديد.