تفاصيل الخبر
فريق علمي يبدد المخاوف .. الغلاف الجوي بعيد عن الخطر
2013-06-24
في ظل التدهور البيئي بصورة المتنوعة أشار فريق من العلماء إلى اقتراب الغلاف الجوي لكوكب الأرض من نقطة اللاعودة، لكن فريقاً آخر يستبعد ذلك .
وبحسب مجلة "نيوساينتست"، فإن معظم الغلاف الجوي طاله التغيير وبلغ مرحلة فاقت تصور أجدادنا جراء ما ارتكبه الإنسان في حق كوكب الأرض، فهل يعني وصول الغلاف الجوي في وقت ما إلى مرحلة الانهيار؟
هذا السؤال يشغل بال علماء البيئة، وأثار جدلاً واسعاً بين علماء التغير المناخي ويقول البعض منهم إن الأرض تتجه بسرعة إلى نقطة تحول شاملة، يسمونها النقطة الحرجة، التي تمثل الخط الفاصل الذي يمكن بعده أن يتحول الغلاف الجوي إلى حالة غير مرغوب فيها . ولدى آخرين قناعة بافتقار هذا الادعاء إلى دليل نظري أو عملي.
ويدرك علماء البيئة منذ زمن وجود نقاط التحول في الأنظمة البيئية المحلية والإقليمية، فمثلاً، عند إضافة مغذيات إلى بحيرة ما تبقى محتفظة بخواصها البيئية حتى تتحول فجأة إلى حالة جديدة، فيتحول ماؤها من صاف إلى عكر، كما تتغير طبيعة الحياة النباتية، وحياة الأسماك والكائنات الأخرى تماماً، ويمكن العودة بالبحيرة إلى حالتها السابقة، لكن بعد جهد فائق . ومن أمثلة نقاط التحول المحلية والإقليمية الأخرى انهيار الشعب المرجانية الحثيث بسبب زيادة حموضة مياه المحيط، وتغير الأنظمة البيئية المائية بسبب انقراض أنواع كانت سائدة، أو نشوء أنواع جديدة.
وبهذه الأدلة القوية على وجود نقط تحول في الأنظمة البيئية، يتساءل المناصرون لفكرة انهيار الغلاف الجوى: المانع من وجود أدلة مماثلة فيه؟
تتضح الإجابة على السؤال بدراسة الآليات التي تحدث بها نقاط التحول في نتيجة استجابة مكونات نظام ما تدريجياً لقوة خارجية تصل بها إلى درجة من التغيير تصبح عندها الاستجابة تفاعلية غير خطية، ما يعزز من تأثير هذه القوة ويدفع بالنظام إلى حالة جديدة تماماً.
وللاستجابة للقوة بهذه الطريقة، تحتاج النظم إلى مقومات بعينها، إما بإخضاعها بشكل موحد لقوة خارجية تستجيب لها مكونات النظام بالوتيرة نفسها، أو أن يكون الاتصال بين مكونات النظام قوياً بدرجة تسمح بالتعاون فيما بينها، أو إلى الاثنين معاً.
هل تنطبق المعادلة على الغلاف الجوي ككل؟
إيرل سي إليس، أستاذ مشارك في الجغرافيا ونظم البيئية في جامعة ميريلاند الأمريكية، لايعتقد ذلك، إذ يرى أنه لكي تصل النظم الكوكبية إلى نقط تحول تامة، لابد أن تتفاعل قوى البشر بشكل متسق في أرجاء الكون، وأن تتوحد استجابة الأنظمة البيئية لهذه القوى، كما يجب أن تنتقل الاستجابة بسرعة عبر قارات الأرض وأنظمتها البيئية.
ويقول "حتى القوة الناتجة عن التغير المناخي بأيدي الإنسان، والواضح معالمها في الكون، لاترقى لأن تحدث ذلك، على الرغم من أنها تتسبب بالفعل في سخونة أو جفاف بعض المناطق، وبرودة ورطوبة مناطق أخرى، وإن تسببت في تسخين أنظمة بيئية بدرجة متناسقة، فلن يحدث ذلك التغيير الشامل المتساوي في البيئة، بسبب تباين استجابة الأنظمة البيئية المحلية، وتضاربها في كثير من الأحيان" . كما أن الكائنات والأنظمة البيئية المختلفة على الأرض لا تتصل ببعضها البعض اتصالاً متماسكاً، فالاتصال بين الحيوانات والنباتات والكائنات الدقيقة الأخرى محدود للغاية بسبب بعد المسافات والحدود الطبيعية التي تفصل بينها مثل المحيطات والجبال، ولا يوجد منها ما هو قادر على استعمار كل مناطق الأرض الإحيائية .
ومن المنطقي القول بتناقص فرص وصول غلاف الأرض الجوي إلى النقطة الحرجة جراء التغير المناخي الناتج عن سلوكيات الإنسان، وتظل الفرص متناقصة حتى عند الحديث عن التغيرات الأخرى، مثل طرق استخدام الأرض، والانقراض، وتجزؤ مواطن الكائنات الحية.
كيف إذا يستجيب الغلاف الجوي لسلوكيات الإنسان؟
كل نظام بيئي يتغير بطريقته الخاصة، وما يفعله الإنسان يدفع إلى مزيد من التغيرات طويلة الأمد في النظام البيئي للأرض . وخلاصة هذه التغيرات هي استجابة الغلاف الجوي لهذه السلوكيات.
ومما لاشك فيه أن محاولات العلماء وجهودهم في المجال البيئي لها أهمية كبيرة بخاصة على المستويات المحلية والإقليمية، التي تعتبر المفتاح الرئيس للحفاظ على البيئة والسيطرة على ما تتعرض له من تغييرات، ويرى البعض منهم إمكانية فقدان جزء من نظام الأرض البيئي إذا لم تبذل جهود للحفاظ عليه واسترداده حال فقدانه.