الحريات المخنوقة في تركيا

القانون لن يحمي الفلسطينيين

العبادي: 2016 عام التخلص من الإرهاب عسكرياً

الافتتاحية

انطلاق محادثات جنيف 3 بشأن المسألة السورية

  قال مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في رسالة مفتوحة وجهها إلى الشعب السوري قبيل بدء انطلاق مباحثات جنيف3: "إننا نعوّل عليكم لتقولوا لمن يأتي إلى هذا المؤتمر: كفى للقتل والتعذيب والسجون ولتدمير المباني وقصف المدن، نحن بحاجة الآن إلى قدراتكم للوصول إلى حلّ وسط، إلى حل سلمي في سوريا...". وهي رسالة تلخّص مدى الصعوبات التي تجدها الأمم المتحدة والوسطاء الدوليون في جمع مختلف فرقاء الأزمة السورية حول طاولةٍ واحدة، وخاصة أطراف المعارضة المشتتة، وإقناع الجميع بالتنازل لتحقيق حل سلمي للأزمة المستمرة منذ خمسة أعوام.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

حتى لا يكون عاماً كارثياً كسابقه


2016-01-03

 هاني المصري
   انتهى العام 2015، وحلّ عام جديد. التشاؤم غالب على المشهد الفلسطيني برغم أنّ العام هذا شَهِدَ مزيدًا من الاعترافات الدوليّة بالدولة الفلسطينية، وتعاظم حركة التضامن مع القضية. كما شهد الانضمامَ الفلسطيني إلى محكمة الجنايات الدولية، واتخاذَ المجلس المركزي قرارات مهمة تستهدف تحديد العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني.
لا يتفاءل الفلسطينيون برغم ما تقدم، لأنهم ـ كما تشير الاستطلاعات ـ لا يصدقون قيادتهم، بدليل عدم تقديم دعاوى لمحكمة الجنايات. فقد اقتصر النشاط الفلسطيني على تقديم الشكاوى والملفات ولم يتم التعامل مع هذا الموضوع بالجدية المطلوبة، واعتُبرت المسألة قانونية فقط، لا سياسية تستوجب تجنيد جميع الطاقات والإمكانيات والأشقاء والحلفاء وحركة التضامن الدولية حتى تضغط على المحكمة وتدفعها للتحرك.
والحقيقة أن القيادة الفلسطينية أفقدت الفلسطينيين معظم عناصر القوة التي يمتلكونها منذ توقيع "اتفاق أوسلو"، حيث تمّ التخلي عن المقاومة قبل تحقيق أهدافها، وعن تمثيل شعبنا في 48 والشتات، وأقيمت السلطة مكبّلة بقيود غليظة، سياسية واقتصادية وأمنية، ووضعت المنظمة نفسها من دون أي داعٍ تحت رحمة الاحتلال عندما نقلت جل مؤسساتها إلى فلسطين المحتلة، ما جعل أي حديث عن تغيير العلاقة مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني أضغاث أحلام لا أكثر. فالوضع الفلسطيني لا يقوى في وضعه الحالي على تحمل الثمن الباهظ المترتب على تنفيذ القرارات. لذا يؤجل تنفيذها شهرًا تلو آخر، بل عامًا وراء آخر. وسيبقى الوضع على ما هو عليه ما لم تطرأ تطورات عاصفة تدخل عناصر جديدة على اللعبة الجارية تحت مسمى "عملية سياسية" فقدت منذ زمن بعيد أي ثقة بها، حتى من قبل معظم الذين راهنوا عليها.
ما دامت السلطة قائمة كما أُنشئت، برغم أنها أصبحت "بلا سلطة" كما قالها الرئيس وكما يكررها صائب عريقات باستمرار، ومن دون بناء بديل أو بدائل منها، سيبقى الأمر على حاله، بل ربما يسوء أكثر. فالكارثة لا تكمن في "أوسلو" وغيره من الإستراتيجيات المعتمدة التي لم تحقق الدولة ولا العودة، إذ تآكلت الأرض والحقوق والمؤسسات والشرعيات، فيما القضية تضيع وهي معرضة للتصفية في ظل إحياء هدف إقامة إسرائيل الكبرى وتديين الصراع.
وما يزيد من عدم الثقة بالقيادة والفصائل وبقايا المؤسسات أنها تتصرف كما لو أنها في وضع غير طارئ، فكل شيء يسير وفق المعتاد برغم عمليات الإعدام بدم بارد، واحتجاز جثامين الشهداء، وهدم المنازل، واقتحام مختلف المناطق (بما فيها بيت الرئيس)، وتوسيع الاستيطان، ونفض إسرائيل علانية يدها من إقامة دولة فلسطينية؛ بل إن نتنياهو طلب من وزير الخارجية الأميركية جون كيري في اجتماعه الأخير ضم "الكتل الاستيطانية" لإسرائيل، كما بحث في أحد اجتماعات الحكومة سحب الهوية من 80 إلى 220 ألف مقدسي، توازياً مع اتساع المطالبة الإسرائيلية بضم مناطق (ج).
في ظل هذا كله، ظل الشغل الشاغل للقيادات والنخب الفلسطينية متمثلاً بالحفاظ على السلطتين في الضفة وغزة، برغم استمرار الانقسام وتعمّقه أفقيًا وعمودياً، في حين بقيت حكومة الوفاق وفاقية بالاسم، وطغى الانشغال بالرواتب والترقيات والامتيازات والمستشارين والوكالات والترتيبات للهيئات القيادية في "فتح" والمنظمة على ما عداه. كما ظهرت "فوبيا" محمد دحلان وحلفائه المفترضين من خلال استمرار ملاحقة المؤسسات والشركات والأشخاص المحسوبين عليه، حتى أُقحمت في الصراع "مؤسسة محمود درويش" التي يُفترض أن تكون فوق الحسابات والخلافات والتصفيات السياسية والشخصية.
جرّاء كل ما سبق وغيره الكثير، وجدنا الموجة الانتفاضية التي جاءت بشكل يتناسب مع الجنون الإسرائيلي ومع عدم وجود قيادة فاعلة ومقاومة جدية. فهي اندلعت واستمرت للشهر الثالث على التوالي، واتخذت الشكل الذي سارت عليه، وظلت يتيمة بلا أب ولا قيادة ولا تنظيم ومن دون عمق شعبي، برغم أنها تطرح أسئلة المشروع الوطني، وتوفر فرصة لتغيير المسار وإعادة الصراع إلى طبيعته الأصلية وإطلاق مقاومة فعالة، علماً أنها تأتي في ظل غياب القيادة والفصائل التي يحاول كل منها توظيفها لمصلحته من جهة، وخشيته من دفع ثمن تبنيها من جهة أخرى.
نقطة الانطلاق للخروج من الكارثة التي لم تحل فصولها الأسوأ بعد، تتمثل باختيار الهدف النهائي الذي نريد تحقيقه: هل هو الحفاظ على السلطة أو العودة إلى هدف "التحرير والعودة" الذي بدأنا به وتراجعنا عنه، أم حل الدولتين الذي تلاشى، أم حل الدولة الواحدة الذي يكاد يكون مستحيلاً؟
الخطر الذي يواجهنا الآن يتمثل في أن إسرائيل تتحول أكثر فأكثر إلى دولة "يهودية"، بل أسوا من ذلك، إلى دولة للشعب "اليهودي"، وتستمر في كونها تجسيدًا لمشروع استعماري استيطاني عنصري، ما يجعل المطروح حاليًا ليس الدولة الواحدة وإنما خطر إقامة "إسرائيل الكاملة" وتجميع الفلسطينيين في معازل في إطار حكم ذاتي تمهيدًا لتهجيرهم في أي فرصة سانحة.
من يريد التحرير أو الدولة على حدود 67 أو الدولة الواحدة، عليه أن يعرف أن الأولوية هي لتغيير الاختلال الفادح في ميزان القوى، ومن دون ذلك لا يمكن تحقيق أي شيء.
قد يؤدي ذلك إلى قيام إسرائيل بحل السلطة، وهذا أفضل من انهيارها البطيء الحاصل الآن، لأن الحل يمكن أن تتم المقايضة عليه، بينما الانهيار سيكون بلا ثمن إلا إذا جاء ضمن رؤية جديدة وبناء بديل متكامل.
إن الشعب الفلسطيني قادر على العطاء والإبداع باستمرار، وهو مصمم على الدفاع عن نفسه وعن قضيته العادلة المتفوقة أخلاقياً، وهو أبقى هذه القضية حية برغم الأهوال التي تعرّض لها وبَقي يقاوم، ونظّم حركة مقاطعة تملك آفاقًا واسعة، وتمسّك بحق اللاجئين في العودة، وأحدث نهوضًا ثقافيًا وإنجازات في مختلف الميادين والبلدان، تزامناً مع تنامي حركة تضامن دولي مع قضيته برغم الكوارث في المنطقة العربية.
لا يلوح أي حل قريب في الأفق، وينبغي ألا نقيّد أنفسنا بخيار واحد. لا بد من فتح الخيارات كلها، لننتقل من واحد إلى آخر وفق الحاجة، ولكي يساعد طرح خيار على تحقيق خيارات أخرى.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 7
عدد زوار اليوم : 82
عدد زوار أمس : 192
عدد الزوار الكلي : 112727
انطلاق محادثات جنيف 3 بشأن المسألة السورية أوباما يدرس إرسال قوات “كوماندوز” تقاتل الى جانب الجيش العراقي والبيشمركة المياه النيابية تتهم اميركا والحكومة بالتقاعس عن معالجة سد الموصل وفد اقليم كردستان برئاسة بارزاني يصل الى بغداد الانتخابات الأميركية.. المنافسة بدأت! تونس.. للياسمين رائحة الدم أنقرة واشنطن.. استمرار الخلافات مشكلة غياب المعارضة الرشيدة “خارج الخدمة”’.. رؤية سينمائية مصرية مخيفة للتدهور نجيب محفوظ.. درس الكتابة والحياة