مبادئ أساسية لمشروع نهضة عربية

الثوابت الستة والمهمات الخمس العاجلة

الامم المتحدة تعدّ 2014 عاما مأساويا في العراقمعصوم: الخطر يهدد الجميع وندعو لتسريع المصالحة الوطنية

الافتتاحية

الأمين العام للحركة الإشتراكية العربية يلقي كلمة في أربعينيةِ المناضلِ الكبيرِ إبراهيم علاوي

  بغداد ـ خاص
ألقى الأمين للحركة الاشتراكية العربية الاستاذ عبدالاله النصراوي كلمة في الحفل التأبيني الذي أقيم يوم أمس الأحد بمدينة السليمانية، لمناسبة أربعينية المناضل الكبير إبراهيم علاوي، استعرض فيها جوانب مهمة من سيرته النضالية. وأكد النصراوي أن الحركة الوطنية في العراق فقدت برحيله واحداً من رجالاتها المهمين والمخلصين لقضايا الوطن والأمة.
وفيما يأتي نص الكلمة:

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

موت إيفان إيليتش' أسئلة الوجود التي تكشف هشاشة الإنسان


2014-11-10

 'ممدوح فراج النابي
في اللّحظات الأخيرة أثناء احتضار بطل رواية تولستوي (1828 - 1910). "موت إيفان إيليتش" 1868، الصّادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2014، ضمن سلسلة الألف كتاب، ترجمة مها جمال وتصدير لرفعت سلام، يحدث نقاش بين البطل، الذي كان نموذجا للموظف المثالي الجادّ في عمله، والطامح إلى الارتقاء في السلّم الوظيفي، وبين طبيبه بعد أن سقَطَ فريسة للخوف، ثم مستَسلما للموت إثر المرض المجهول الذي أصابه.
هذا الحوار القصير أو النقاش يشي باستسلام إيفان إيليتش أو القاضي للموت، بعدما كان خائفا منه، لكن هذا الاستسلام مبعثه أولا إلى الحكمة التي تجلّت عليه، حتى غَدا في كثير من خطاباته يقوم بدور الواعظ الديني "كلّ شيء مجاف للحقيقة، حتى حياتك نفسها، كذب وخداع، تحجب عنك حقيقة الحياة والموت"، تنتهي الرواية بموت القاضي بعد عذاب ثلاثة أيام وصراخ وأنين موجعين، بعد أن عرّى الصورة المزيّفة للحياة ولمن حوله.
لا يمكن فَهم دلالة الرّواية العميقة، رغم البساطة الواضحة في الحكاية والمباشرة في الهدف، إلا بالرجوع إلى السّياقات الثقافيّة التي أنتجت في زمنها الرواية، خاصّة بعد التحوّل الذي طرأ على شخصية تولستوي نفسه، بعد أن هجر المَسيحيّة، ومناهضته لسياسة الكنيسة، ورفضه للعنف ودعوته إلى السّلام، وعدم الاستغلال، وميله إلى الحياة البسيطة. الرواية يمكن اعتبارها مخاضا لتجربة حقيقية عاشها تولستوي وعبّر عنها في قصته "مذكرات رجل مجنون"، وهي خلاصة رحلة قام بها إلى مدينة أرزماس، بمعني أدق هي نَتاج "رعب أرزماس" كما عبّر عن ذلك صديقه مكسيم غوركي، واصفا ما اعتراه بعد هذه الرّحلة الفارقة في حياته، حيث عصفت به أزمة روحية جعلته في مواجهة مع الموت.
وبعد أن كان يخاف منه صار في مواجهة معه وفي ضوئه راجع مواقفه، خاصة بعد أزمته مع الكنسية، فبدأ يكتب عن الدين والسياسة. هذه الفلسفة التي خَرج بها من محنته تجلّت في هذه الرواية القصيرة "موت إيفان إيليتش"، أو كما أسماها "موت قاض". ومن هنا تتجلى أهميّة الرواية في أنها تؤسّس لمرحلة جديدة في أدب تولستوي كانت مغايرة تماما لما قدّمه في الحرب والسلام 1868، أو آنا كارينينا 1877 وغيرها من الأعمال، وكأنها وعاء أيديولوجي حوى أفكاره المثاليّة ومراجعاته لفلسفة الحياة، متخذا موقفا من الموت والحياة أكثر جرأة مما كان عليه من قبل.
يبدأ الراوي قصّة إيفان من نهايتها، ليكشف لنا كيف صار الموت أيضا حدثا قابلا للاستغلال، فأصدقاء القاضي الذي كان زميلا لهم، يقرؤون خبر وفاته في الصحيفة، وهم في استراحة المحكمة، لكن الخبر لا يمرّ عليهم بصورة تكشف عن تأثّرهم أو حزنهم لفقد صديق كان بينهم ذات يوم، بقدر ما يكشف عن كيف أنّ لكلّ شخص غرضا سوف يتحقّق بهذه الميتة. ومن ثمّ كان الموت دافعا لحياة جديدة لآخرين، فأحد هؤلاء الأصدقاء أتاحت له الوفاة التفكير في شغل مقعده الذي سيخلو من بعده. والثاني سيستغل الوفاة في أن يثبت لزوجته بأنه في استطاعته أن يقدّم خدمات لأقاربه، فالوفاة ستؤدي إلى انتقال زوج أخته إلى المدينة وهو ما سيسعد زوجته بالطبع. الغريب مع هذا الخبر السيّئ أنهم يواصلون لعب الورق. أمر الاستغلال لا يبعد عن الزوجة التي لم يشغلها سوى التفكير في مقبرة رخيصة وكيفية الحصول على منحة الحكومة بعد الوفاة؟ أو كيف تجعل المنحة تزيد؟ وهي الأسئلة التي كانت متردّدة في طرحها على صديقه بيتر إيفانوفيتش، وإن كانت تراودها كثيرا.
بعد مقابلة الطبيب انتابت شخصيته تغيّرات قطعية، فقد تغيّرت نظرته إلى الأشياء و"بدا كلّ شيء في الطريق باعثا على الكآبة؛ سائقو التاكسي، البيوت، المارّة، والمحلات، كانوا يبعثون على الغم، وألمه هذا الغامض المزعج الذي لم يتوقف للحظة واحدة، بل إنه قد اكتسب مغزى جديدا وخطيرا بملاحظات الطبيب المشكوك فيها" (ص61)، السؤال الذي ألحّ عليه هل هو الموت؟ فيتحدث في مونولوج ذاتي "الموت، نعم، الموت، ولا أحد يعرف أو يتمنى أن يعرف الموت، ولا أحد منهم يشفق عليّ، إنهم الآن يلعبون (سمع من خلال الباب الصوت البعيد لأغنية والأصوات المصاحبة لها) بالنسبة إليهم، كل شيء سواء، لكنهم سيموتون أيضا! ثم هم في وقت لاحق، لكنه سيكون سواء بالنسبة إليهم، هم مرحون… الحيوانات!" (ص 72)
فالزوجة لا تراعي مرضه بل تستغل هذا المرض خشية ألا تفقدَ ماله، وابنته غير مبالية به، حيث ترتدي ملابس السّهرة وتخرج مع أمها للأوبرا، بل يتمان خطبتها على القاضي الشّاب، وكأنّ لا مكان لأحاسيس وسط هذا المجتمع.
وبعد تعدّد زيارات الأطباء وفشلهم في طمأنته بدأت مرحلة جديدة، لحظة انتظار الموت والتي صارت لإيفان إيليتش بمثابة لحظات للتأمّل فيمن حوله، وإعادة تقييم ومراجعة للماضي وللعلاقات. اللافت للنظر أن الراوي يركّز في محنة المرض التي لازمته شهورا على تتبع تصرفات مَن هم حوله، ومراجعة حياته الماضية على مهل، ساخطا من أفعاله ووقته الذي بدّده في انهماكه في عمله واشتغالاته التي جعلته أشبه بآلة منتظمة في دولاب العمل، هذه المراجعات لماضيه عكست جوهر الفلسفة التي ترمي إليها الرواية القصيرة، وهي أن الإنسان لا يدرك قيمة العلاقات إلا في أوقات المحن أو عند اقتراب الموت، فالعلاقات الإنسانيّة أهمّ من المناصب وأهمّ من الجري لجمع المال، لأنّها الذخيرة الباقية، وهو ما أدركه في النهاية "إنه -مع الأسف- لم يعش حياته كما كان ينبغي له أن يعيشها".
الرّواية على صغر حجهما وسردها البسيط الذي يخلو من التعقيد، تقف عند معان إنسانيّة نبيلة، فتكشف عن ضعف النفس البشرية، وتنتقد زيف الحياة الأرستقراطية، بتسليط الضوء على هشاشة النفس، وأن في الحياة ثمّة أشياء تستحق أن تمنح أو يستمتع بها، وفي المقابل إن الإنسان ضعيف، فتلك السقطة من فوق السّلم، والتي لم يشعر بتأثيرها، لحظتها حوّلت حياته إلى جحيم، ثم في فترة الاحتضار كشفت له عن خواء ماضيه السابق، يستغرق الثلث الأخير من الرواية في تساؤلات عن الحياة والعذاب والموت، وعمّا يريده؟، وغيرها من الأسئلة التي تتصل بالفلسفة الوجودية، وبعضها تعكس قنوطه من كل شيء: لماذا كل هذا؟ أو من قبيل تساؤلاته إلى الله "لماذا تفعل بي كل ذلك؟ لماذا أحضرتني إلى هنا. لماذا، لماذا تعذبني بتلك القسوة؟" (ص، 99). فالكاتب نجح في تحويل نهاية موظف مرموق اجتماعيّا ومهنيّا، وهو يحتضر، إلى وعي مؤلم بتفاهة حياته وبزيف علاقاته الأسرية، وبالتالي نجح في توصيل رسالته للاستمتاع بالحياة ودعوته إلى السلام النفسي، عبر بقعة الضوء التي خلقتها تأملاته، لندرك أن في الحياة أشياء تستحق أن نستمتع بها، لعلّ أهمها البساطة والعلاقات، ألا تعتبر هذه الرواية دعوة إلى الحياة؟! وإدراك معانيها الغائبة والمفتقدة في ذروة انهماكنا بالركض في دائرتها المغلقة!!.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 6
عدد زوار اليوم : 88
عدد زوار أمس : 157
عدد الزوار الكلي : 76663
صالح: موازنة 2015 رسمت استراتيجية جديدة الامم المتحدة تعدّ 2014 عاما مأساويا في العراقمعصوم: الخطر يهدد الجميع وندعو لتسريع المصالحة الوطنية الأمين العام للحركة الإشتراكية العربية يلقي كلمة في أربعينيةِ المناضلِ الكبيرِ إبراهيم علاوي الثوابت الستة والمهمات الخمس العاجلة مبادئ أساسية لمشروع نهضة عربية مزاد.. مزاد تنويع مصادر الدخل القومي لجنة التحقيق بسقوط الموصل تحقق مع 50 ضابطاً رفيعاً العبادي: الحكومة ماضـية بإعادة هيكلة اقـتصاد البـلـد الأزمة الاقتصادية وشركات القطاع العام