1111.jpg)
الافتتاحية
|
ابحث في الموقع
التصويت
الساعة الآن
تفاصيل الخبر
العام الجديد والآمال المقهورة
2016-01-03
على وقع تحرير مدينة الرمادي، يدشن العراقيون عاماً جديداً تحدوهم فيه آمال القضاء النهائي على الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن وبدء صفحة جديدة لمستقبل مشرق، في حين يعكر صفو أحلامهم ما لمسوه طيلة سنوات من عجز أحزاب السلطة في إقامة مشروع وطني شامل يحتضن تحت خيمته كل العراقيين من دون إقصاء أو تهميش والتخلي عن المحاصصة والطائفية السياسية التي غيبت الدولة الوطنية وأفقدت الشعور بالمواطنة.
إن الانتصارات المتلاحقة التي حققتها القوات الأمنية والانهيارات الكبيرة في صفوف عصابات "داعش" الإرهابية واستعادة مساحات واسعة من أرض الوطن، عوامل أنعشت آمال العراقيين بقرب طي صفحة اسودت بصور الموت والخراب وغياب الأمن والصراعات الطائفية التي أذكتها عملية سياسية مشوهة وتدخل إقليمي ودولي في شؤون البلاد وكادت أن تؤدي إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. غير أن هذه الآمال تقف أمام تحققها واقعاً مطبات ينبغي تجاوزها إذا أريد فعلاً بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز القلق الذي تشعر به قطاعات واسعة من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن سبيين مهمين يتصلان ببعضهما أولهما انهيار أسعار النفط المصدر الرئيس للدخل القومي في البلاد وثانيهما عدم وضع خطط للاستفادة من عائدات النفط الكبيرة خلال السنوات المنصرمة في إقامة مشاريع ستراتيجية لتنشيط القطاعات الانتاجية تمهيداً للتخلي عن الاعتماد على سوق النفط المتذبذب ومغادرة الاقتصاد الريعي الذي يعتمد مصدراً وحيداً للثروة، لأنه يميل الى التضخم في حجم الدولة ونفقاتها فضلاً عن أن اقتصاداً كهذا ينتج بالضرورة نظاماً فئوياً، كما أن الدولة فيه هي المشغل الرئيس للمواطنين، مما يجعلها بيروقراطية متضخمة وغير كفوءة. وفي مثل هذه الظروف يصعب ظهور مجتمع مدني نشيط، وبالتالي لا يكون هناك دافع للتطور نحو الديمقراطية المنشودة.
الأزمات الأخرى التي ينبغي على السلطة الحاكمة معالجتها هي أزمة النازحين الذين قالت المنظمة الدولية للهجرة إن عددهم الثلاثة ملايين شخصاً، وهم يعيشون ظروفاً قاسية وأوضاعاً مأساوية في خيم لا تقيهم برد الشتاء ولا تدفع عنهم حرّ الصيف. وفي ظل سيادة البطالة التي قدرتها المصادر الرسمية بـ 25 بالمائة وارتفاع مستويات الفقر إلى 30 بالمائة ازدادت نسب الجريمة بشكل ملحوظ وكثرت حوادث التسليب والسطو المسلح الذي تسبب فيه ضعف القانون وعدم القدرة على تطبيقه ضد المجرمين.
ولعل واحداً من أخطر الملفات التي ينبغي معالجتها هو ملف المصالحة الوطنية التي تقتضي اتباع نهج مغاير في تناول القضايا والملفات العالقة التي كان لها تأثير كبير على الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية، شرط أن تصدق النوايا في أن تكون مصالحة حقيقية تبنى على أساس المشاركة في القرار لا على أساس تبعية طرف لآخر، مصالحة يستظل فيها الجميع بهوية الوطن الواحد وينبذ فيها الجميع السياسات التي تحدث شرخاً في المجتمع.
يستقبل العراقيون العام الجديد آملين أن تكون وقائع وأحداث السنوات المنصرمة المفجعة والظروف الأمنية القاسية وما عانوه من ظروف اقتصادية مؤلمة قد فتحت أعين السياسيين أمام حقيقة أن الطريق التي يسيرون عليها لن تفضي إلا إلى مزيد من الخراب والتدمير وربما تؤدي إلى تقسيم وتفتيت البلاد ـ لا قدر الله ـ.. يستقبل العراقيون عامهم الجديد على حلم أن تكون دروس الماضي القاسية باباً يمرون من خلاله إلى مستقبل مشروق للوطن وأبنائه.
المزيد من الاخبار
خريطة زوار الموقع
أحصائيات
عدد الزوار حاليا : 8
عدد زوار اليوم : 128
عدد زوار أمس : 161
عدد الزوار الكلي : 112933
عدد زوار اليوم : 128
عدد زوار أمس : 161
عدد الزوار الكلي : 112933
