تفجير أنقرة.. لا استقرار في تركيا

دروس “الربيع العربي”.. في البدء كان التنظيم

قضية الصحراء.. وزلة بان كي مون

الافتتاحية

تحديات الدعوة لتشكيل حكومة الاصلاح الحقيقية

  يشير سياق الاحداث السياسية المتسارعة الى ان استمرارية حالة الفوضى والاضطراب والاختلال، والسير في طريق المجهول المحفوف بالمخاطر هي الخيارات المتاحة الأن في ضوء المعطيات التي تفرزها الصراعات والمواجهات والمناكفات بين اطراف الحكم، وهي نتيجة منطقية لحالة غياب وحدة الرؤى والتصورات والمواقف حيال ما يحدث على الساحة السياسية.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

نايف حواتمة بعيونٍ عراقيّة


2016-02-28

 سالم الزيدي
الجزء الأول
ما زال ذلك اليوم من شهر شباط عام 1961 من القرن الماضي محفوظًا في ذاكرتنا؛ لما يحمل من معانٍ جعلتني التزم بها في حياتي.
المكان: مقهى شعبي في الجانب الشرقي لمدينة بعقوبة.
الزمان: الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة.
كنا ثلاثة تبلغنا بتنفيذ مهمة تقضي استقبال الرفيق (خالد) ومرافقته إِلى ناحية (كنعان) جنوب شرق بعقوبة (خمسة عشر كيلومتر). كانَ ذلك اليوم ممطرًا بشكلٍ غريبٍ لم تشهد المدينة من قبل، وتزامن مع موجة بردٍ شديد جدًا.
جلسنا ننتظر والساعات تمر، وتمر ونحن في انتظار الضيف القادم، ونلهي أنفسنا بلعب النرد؛ حتّى لا نجلب الشبهات لنا من رجال الأمن الذين كانوا موجودين في تلك المقهى القريبة من دار المعلمين في بعقوبة.
وعند الساعة العاشرة دخل (خالد) بثيابه المبللة واعتذر عن التأخير.
وقال: هيا لنذهب
رده (يونس) برجاء: يا عزيزي انتظر قليلًا؛ حتّى تنشف راسك وتجفف ملابسك وارشف قدح شاي.
أجابه سريعًا: كلا لابدّ من الذهاب والوصول بسرعة.
وأراد الرفيق الآخر الكلام، إِلَّا أَنَّهُ قال لَهُ بهدوءٍ: علينا أَنْ نسرع بالذهاب.
وخرجنا من المقهى نحو مرأب السيارات، نبحث عن وسيلة نقل، وقفنا ننتظر.. حتّى تمكنا من العثور على سيارةٍ كبيرةٍ كانت تسمى في ذلك الزمان (باص خشب) ولا يمكن لها الحركة في أيام المطر، إِلَّا بوضع سلاسل من الحديد على إطاراتها؛ حتّى لا تطمس في الطين والوحل، علمًا أَنَّ الطريق المؤدي إِلى كنعان كانَ ترابيًا.
فانطلقت السيارة وفي الطريق واجهتنا المصاعب، وما زال المطر يتساقط بغزارة، والريح القارصة للأجسام تشتد واختفت معالم الطريق، وتوقف محرك السيارة، وبدأ السائق يتأفف محاولًا تشغيلها بوساطة (الهندر).
قال لَهُ خالد: ماذا حدث؟
أجابه السائق ببرود: الماكنة تأثرت بالماء ولا يمكن تشغيلها إِلَّا بعد أَنْ يجف المحرك.
قال لَهُ: والحل؟
ردّ السائق: الانتظار.
برباطة جأشٍ انتفض خالد وقال: لنترك السيارة ونتوجه إِلى كنعان سيرًا على الأقدام.
أجابه السائق: هذه مغامرة (وليدي) على الرغم من أَنَّ القرية (شمرة عصا) لكن لا يمكن السير في شدّة المطر والرياح.
أردف خالد: شكرًا، ونحن سنتوجه إِلى كنعان.
وقدم لَهُ اعتذاره بعد أَنْ دفعنا الأجرة، لكن السائق رفض استلامها، ولكنه أصرّ على دفعها.
فتح الرفيق (خالد) باب السيارة بشجاعة، وقال: هيا، (مسيرة الميل تبدأ بخطوة)، وبدأ يتحدث لنا عن الشجاعة، والثبات، والمواجهة، والمكابرة، واتخاذ القرار، وضرب لنا أمثالًا عن سيرة قادة قدموا عطاءات للإنسانية، وضحوا من أَجل المبادئ والقيم. واستمرينا في المسير، وقبل الوصول إِلى كنعان قال: ستبقى هذه الرحلة تتذكرونها دائمًا؛ لما فيها من عبرٍ ومعانٍ.
دخلنا كنعان الساعة الواحدة ظهرًا، لا أحد في المدينة، المحال أُغلقت أبوابها، توجهنا نحو الهدف إِلى دار الرفيق (عصام)، استغرب كثيرًا، وتساءل كيف وصلتم؟ بعد أَنْ رحب بنا بحرارة، ودخلنا الدار، ونادى على أحد أبنائه بجلب مدفأة، وإحضار المناشف، إِلَّا أَنَّ الرفيق (خالد) ابتسم وقال: سنعود حالًا، جئنا لنؤكد على مبدأ احترام الموعد؛ لأَنَّهُ ثمين جدًا جدًا.
أردف الرفيق عصام بحبٍ ومودةٍ لا عودة اليوم، أنتم ضيوف أعزاء، سأذهب لإحضار الرفاق لتحقيق الاجتماع، إِلَّا أَنَّ الرفيق (خالد) ردّه: يؤجل الاجتماع إِلى الإسبوع القادم وبدأ يتحدث معه عن الوضع السياسي في العراق وبناء التنظيم، واعتماد مبدأ اختيار الأعضاء على أساس النوعية بشكلٍ جيدٍ وبأُسسٍ علميةٍ بحسب توجيهات القيادة "بلورة وتعميق المفاهيم الفكرية والتنظيمية؛ لخلق العضو العقائدي الثوري المنضبط"، أَمّا بشأَن مجموعة الشباب الذين تَمَّ اختيارهم للتدريب على السلاح فيجب أَنْ تكون العملية سرية جدًا؛ حتّى لا تُكشف للسلطة، وكلفه بنقل تحياته وتحيات القيادة للرفاق، ولابدّ من العودة سريعًا؛ لأَنَّ لَهُ موعدًا مساء اليوم في بغداد.
بعد استراحة عدنا إِلى بعقوبة بوساطة سيارة عسكريةٍ (زيل) أوقفناها، وطلبنا منهُ إيصالنا إِلى بعقوبة، لكن العسكري الذي كانَ يقود السيارة قال: نحن نصل إِلى معسكر سعد، ولا نذهب إِلى بعقوبة، قلنا لَهُ: موافقون، وتحركت السيارة نحو بعقوبة، وجلسنا في مؤخرة السيارة.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 13
عدد زوار اليوم : 165
عدد زوار أمس : 218
عدد الزوار الكلي : 120978
مدير مكتب العبادي يتوقع أنه سيكون جزئياً... اجتماع الرئاسات: تعديل وزاري خلال أُسبوع ومتابعة الإصلاحات بارزاني: رغبة كردستان في الاستقلال سلمية ولا تهدد أي طرف اتفاق المهاجرين الاوروبي التركي يدخل حيز التنفيذ تحديات الدعوة لتشكيل حكومة الاصلاح الحقيقية نحن والآخر تفجير أنقرة.. لا استقرار في تركيا عن الانتخابات الأميركية قضية الصحراء.. وزلة بان كي مون “رحلة في الرحيل”' أوتوبوغرافيا حزينة لعائلة عانت الشتات رحيل جورج طرابيشي.. المترجم الذي صار مفكراً