أردوغان والحرب الوهمية على “داعش”: أنا أو الفوضى!

الذكرى الخمسون لولادة الحركة الاشتراكية العربية

فتح ملفات الفساد السابقة والحالية بتشكيل لجنة “من اين لك هذا”...العبادي يرشق الوزارات ويلغي مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء

الافتتاحية

تظاهرات تناهض المحاصصة والفساد وتطالب بالعيش الكريم

   تتواصل التظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات العراقية المطالبة بتوفير الحدود الدنيا لمستلزمات العيش الكريم: كفرص العمل وتوفير الكهرباء وصرف رواتب العاملين الذين حُرموا من أجورهم كعمال شركات التمويل الذاتي، فضلاً عن ضرورة قيام وزارة التجارة بصرف مستحقات الفلاحين عن المنتوجات التي باعوها للوزارة، بالإضافة إلى وقف الهدر في المال العام ووضع حد لمشكلة الفساد المالي والإداري المتفشية.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

مبدعون مشاكسون يتفادون 'جهات معينة' ليحموا أنفسهم


2015-07-26

 محمد الهادي الجزيري
يعدّ حسين القاصد من أهمّ القامات الشعرية العراقية المعاصرة، إضافة إلى ممارسته للنقد الأدبي، وممّا يميّز تجربته عن الآخرين سلاسة الجملة الشعرية والقدرة العالية على تكثيف المعنى في أقلّ ما يمكن من المفردات واقتناص الصور الشعرية دون تكلّف أو لهاث خلف رويّ أو قافية، دون أن نسهو عن ميله الجليّ إلى مشاكسة الكلّ والنأي بالنفس والنص عن عتبات الحكام والتابعين لهم، طفل كبير يقول ما يفعل ويفعل ما يقول وهذا العجب لا يمكن أن يكون إلاّ عراقيّا، أصدر العديد من المجموعات الشعرية والكتب النقدية، من ضمنها: ديوان "تفاحة في يدي الثالثة" و"ما تيسّر من دموع الروح"، وكتاب "النقد الديني قامعا" فضلا عن رواية بعنوان "مضيق الحناء"، كما له تحت الطبع كتاب "الجريمة الثقافية: علاقة الشاعر والسلطة في العراق".
بين الشاعر والأكاديمي يعتبر حسين القاصد أنهما محوران قد لا يتقاطعان في ما بينهما وقد يتقاطعان، فالشعر لا علاقة له بالدراسة الأكاديمية وحسب الأكاديميين أنّهم يدرسون منجز شاعر قد لا يكون أكمل دراسته الإعدادية، لكنّهم ينالون بهذه الدراسة الشهادات العليا، وقد تسهم، حسب رأيه، في شهرة الباحث الذي صار دكتورا، ولم يكن يعرفه أحد، وحسبك في العراق أنّهم درسوا وبحثوا كثيرا ونالوا الشهادات العليا بدراستهم لشعر الجواهري وعبدالرزاق عبدالواحد، وكلا الشاعرين ليسا من حملة الشهائد العليا.
الشعري والأكاديمي بالنسبة إلى ضيفنا محوران قد يكونان منفصلين، لكنّهما قد يكونان متّصلين أيضا وأحدهما يكمل الآخر، فحسين القاصد الشاعر أسهم كثيرا في صناعة الأكاديمي حسين القاصد.
يوضح قائلا: إنّ الشاعر وعلى طريقة أهل مكّة أدرى بشعابها وأهل بغداد أدرى بخرابها، يكون مطّلعا حتما على كمّ لا بأس به من الآداب العربية والعالمية من مختلف الأجناس الأدبية: قصة رواية مسرح أو نقد، وأحيانا يستفيد من الوخزات النقدية فيصحّح مساره الشعري، لكلّ هذا يكون الشاعر دكتورا مؤجّلا، بإمكانه أن يجتهد في جنس أدبي ما وينال الشهادة إن كان همّه الشهادة فقط.
بذلك صنع الشاعر القاصد الدكتور حسين القاصد، فدخل المجال النقدي قبل الدكتوراه وأصدر بعض الكتب، وهو مصداق لقولي إنّ الأمر منفصل إذا شاء الاثنان أن ينفصلا، فيأخذ الشاعر مجال الشعر ويعتاش الباحث على منجز الشعر، ولأنّ الشاعر تحقّق لديه ولا يحتاج أن يعتاش على شهرته، ولأنّ لديه الإمكانية البحثية، وجد ضيفنا نفسه في أمرين متّصلين هما الشاعر والدكتور، لكن على الدكتور أن يبقى وفيّا للشاعر.
درس حسين القاصد علاقة الشاعر والسلطة في العراق من عام 1900 إلى صدام حسين، أي من الاحتلال العثماني إلى الاحتلال الأميركي، وهي دراسة بإمكانها أن تكون مرجعا لكلّ من يشاء أن يدرس الشعر في العراق، لأنّها تجربة قرن من الشعر العراقي، وكلّها مرتبطة بالسلطة، إن كانت مع أو ضدّ السلطة.
والقارئ لمتن ضيفنا الشعري يلاحظ حبّه الكبير للعراق وقسوته عليه كذلك، يعلق الشاعر: هي قصة حب وعلاقة شريفة، لكنها من طرف واحد، وما كان لها أن تستمرّ لولا صمود العراق وإصراره على جعلها من طرف واحد، جبروت هذا العراق الذي لا يرحم، لا يمنعني من الانتماء إليه بقسوة، العراق هو والدنا الذي أسأنا تربيته فصار ابنا عاقا، لكنه مقدّس بنخله بجبله بأهواره بعذاباته بمقابره الجماعية، بشعرائه المجانين بزعيق مطربيه بمسلسلاته التلفزية المملّة، بنشرات أخباره، بكلّ ذلك هو مقدّس، لأنّه مسقط رأس الكون ولأنّه مسؤول عن كلّ شيء بعده، لذلك له أن يفخر بالإبداع لأنّه أصله، وله أن يفخر بما يبدو من بنيه من سوء، فذلك ذنبه، ألم أقل إنّه والدنا الذي أسأنا تربيته، عراقنا عراق حكومات وهو بلد كلّما جاع يأكل أبناءه، هل لك أن تتصوّر معي أنّ بلدا مثل العراق منذ الخلافة الراشدة حتّى الآن لم يبرد له سيف أو فوهة مسدّس أو بندقيّة، تسمّى بغداد مدينة السلام لكنها لم تعرفه أبدا، مثلنا مثل اليمن السعيد الذي لم ير السعادة، ربّما هي من ابتداعات أهل اللغة فهم يسمّون الأعمى بصيرا والملدوغ سليما واليمن سعيدا.
أغلب المبدعين والمثقفين ممّن عُرفوا بالمشاكسة، يتفادون جهات معيّنة لكي يحموا مسيرتهم، وتكون لهم مرونة لا بأس بها لضمان الشهرة والانتشار والأمن الشخصي، لكن الباحث والشاعر حسين القاصد يمضي في إثر المشاكسة ويكاد لا يترك جهة دون أن يتعرّض لها، يقول ضيفنا: لم أمرّن نفسي على هذا السلوك ولم أقلّد به أحدا، ربّما كان في الماضي القريب من يشبهني في مشاكستي وهو حسين مردان، لكنّه هادن أيضا عندما اضطرّ وفق مصلحة ما، فكان له أن يهادن أو يتّفق. حتّى الجواهري الكبير هادن كثيرا، بل كان الأكثر تحزّبا للسلطة، وبذلك كان الشاعر يتأرجح بين الـ"مع" و"الضدّ"، لا بنزعة شخصية أو مبدأ، إنما وفق مقتضيات الحاجة المالية أو بفعل توجيهات حزبية، ولأنني اخترت يوما أن أبقى مهمَلا.
حول الأشكال الشعرية يعتبر ضيفنا أن الشعر شعر بكلّ أشكاله على أن يكون شعرا، ويعني أنّ الخلل في الشاعر لا في الشعر، في الفاعل لا في المفعول، فالنص مخلوق، فإن كان سيّئا، لك أن تشتم خالقه.
وإن كان النقد قد انتصر لتجارب مختلفة في المدوّنة الشعرية العراقية، أم اكتفى بالاحتفاء بتجارب معيّنة لأسباب شعرية وحتّى لأسباب من خارج النصّ، يقول الشاعر: في العراق ولّى زمن النقد من زمان، فلا ناقد تجرّد من نزعة شخصية أو حزبية، ولا ناقد اعتمد منهجا نقديا واحترمه، دون أن يبذّر كلامه ويسرف في الإنشائيات، وكي تتضّح الصورة فبعد جيل علي جواد الطاهر ومحمد حسين الأعرجي وعناد غزوان، لك أن تسمّي النقد عند غيرهم نقدا مؤسساتيا، لقد كانت في العراق منظومة سياسية تثقّف للتركيز على ما يخصّ السلطة وتسمياتها وتسويقها للجمهور، فالنقد أشبه بالدعاية الإعلامية لشاعر يريد أن يبيع قصيدته، وهذا ما قاله الدكتور داوود سلوم، حين تناول منجز مجموعة من الشعراء العراقيين ووقف عند شاعر وقال بما معناه، إنّها أمانة وهذا الشعر رديء، فكيف أسوّقه للجمهور ليشتريه بمبالغ باهظة.
عن جديده يؤكد الشاعر حسين القاصد أن له ديوانا ضخما سيصدر قريبا بعنوان "في سجن رأسي"، أما عن لجوئه إلى الرواية فهو "لجوء المسترخي الذي يرى كلّ سيّئ بهدوء ودون انفعال، فالشعر أسرع الأجناس الأدبية تفاعلا مع الحدث والرواية آخر من يتفاعل فما الضرر في أن يتفاعل الاثنان، البطيء على مهله والسريع مستمرّ.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 8
عدد زوار اليوم : 38
عدد زوار أمس : 114
عدد الزوار الكلي : 95591
تظاهرات تناهض المحاصصة والفساد وتطالب بالعيش الكريم فتح ملفات الفساد السابقة والحالية بتشكيل لجنة “من اين لك هذا”...العبادي يرشق الوزارات ويلغي مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء الوفد الامريكي يواصل اجتماعاته بالسليمانية بلقاء طالباني ونوشيروان الادعاء العام يوجه بالابلاغ عن حالات الفساد المالي والاداري غضب وحزن بين الفلسطينيين بعد وفاة الدوابشة الذكرى الخمسون لولادة الحركة الاشتراكية العربية أردوغان والحرب الوهمية على “داعش”: أنا أو الفوضى! زينب 'فنانة الشعب' أول مخرجة في المسرح العربي ليلى كبة كعوش تتواطأ مع اللون لتشي بجماله على القماشة الفرق بين نساء القاعدة وداعش؟!