الحريات المخنوقة في تركيا

القانون لن يحمي الفلسطينيين

العبادي: 2016 عام التخلص من الإرهاب عسكرياً

الافتتاحية

انطلاق محادثات جنيف 3 بشأن المسألة السورية

  قال مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في رسالة مفتوحة وجهها إلى الشعب السوري قبيل بدء انطلاق مباحثات جنيف3: "إننا نعوّل عليكم لتقولوا لمن يأتي إلى هذا المؤتمر: كفى للقتل والتعذيب والسجون ولتدمير المباني وقصف المدن، نحن بحاجة الآن إلى قدراتكم للوصول إلى حلّ وسط، إلى حل سلمي في سوريا...". وهي رسالة تلخّص مدى الصعوبات التي تجدها الأمم المتحدة والوسطاء الدوليون في جمع مختلف فرقاء الأزمة السورية حول طاولةٍ واحدة، وخاصة أطراف المعارضة المشتتة، وإقناع الجميع بالتنازل لتحقيق حل سلمي للأزمة المستمرة منذ خمسة أعوام.

ابحث في الموقع

التصويت

ما هو رأيك بالتصميم الجديد لموقع جريدة الجريدة؟
 ممتاز
 جيد
 مقبول

الساعة الآن

تفاصيل الخبر

المتضادات في أعمال زين العابدين الأمين.. الامتلاء والفراغ


2015-12-27

 العرب عزالدين بوركة
صار العمل الفني عند الفنان التشكيلي المغربي زين العابدين الأمين، ينطلق من حيث انتهى التصنيف الأسمى للفن لدى فريدرك هيغل، إذ يعلي هذا الأخير في مثاليته المطلقة من قدرة الوصول إلى إمكانية البساطة في الفن، بما معناه استطاعة الاشتغال الجمالي عبر نوع من"التقشف" والتقليلية في توظيف الخامات والمواد والألوان.
"البسيط من حيث بساطة الجمال، تلك العظمة المثلى"، هكذا يقول الفيلسوف، وهذا بالأحرى نتيجة لا يتم الوصول إليها إلا بعد توسطات عديدة، هدفها استبعاد التنوع والمبالغة والتخليط والعسر، أثناء عمل الفنان للتحضير والإعداد، بحيث يبزغ الجمال بملء حريته ويتجلى للعيان وكأنه دفعة واحدة.
وإن في بعض أعمال زين العابدين الأمين الأخيرة لمحات مازالت تعتمد على المساحة اللونية المكثفة، إلا أنه يجعل منها أعمالا جمالية خلابة، عبر التوازنات البصرية، والخطوط والكتل الصباغية التي تريح عين المتلقي، وتذهب به إلى أقصى التخييل والتماهي مع منجز هذا الفنان، المنجز الذي مازال زين العبدين الأمين، منتصرا للاّشكلية فيه، كما انتصاره للتجريدية، التي اتخذها طابعا يتبعه، وإن يهرب عنها إلى ما نسميه منذ عقود قريبة جدا، بالحساسية الجديدة، هذه الحساسية التي تبتغي رهافة وهشاشة الحدس في الفن والاشتغال.
فالحدس أساس الرؤية الفنية، التي لا تبتغي منطقا رياضيا أو فيزيائيا، بقدر ما تتأسس على الروحانية. كما أنها تندرج، هذه الأعمال، بقوة داخل خانة الفن المعاصر، ذلك الفن الذي ما هو إلا فن حداثي مكثف، يتجاوز الحداثة ويدمجها في طياته.
حديثنا هذا، يأتي موازيا للمعرض الفني، الذي أقامه هذا الفنان بدار العرض نظر بالدار البيضاء، بداية من 3 ديسمبر 2015 والذي سيمتد إلى غاية 9 يناير 2016، وقد اختار له الفنان عنوان: "امتلاء".
إن اختيار هذا العنوان لم يأت عبثا أو محض لعب وصدفة بل هو تأمل واضح في معالم يصبو إلى استكشافها الفنان، راجيا الوصول إلى رؤية ذات بعد صوفي، تتقاطع وتلك الرؤية العالمية المعاصرة، المشبعة بروح الحداثة، باعتبارها مسلكا لا بد منه لقطع أشواط أساسية لامتلاك لمسة خاصة ذات طابع عالمي وذاتي خاص.
إلا أن هذا العنوان "امتلاء" قد يبدو، في الوهلة الأولى، مناقضا لما بدأنا به نصنا: البساطة، وقد يبدو أيضا أنه مناقض في المطلق لما تحمله أعمال هذا المعرض من اشتغال ورؤية. اشتغال يرتكز بالأساس على لعبة الفراغ، أو لنقل بشكل دقيق ومعجمي: الفراغ كبعد داخل العمل. فنقع في جدلية فلسفية ومفاهيمية نتخبط فيها بين المقول واللامقول.
التخبط هنا ليس بالمعنى السلبي للكلمة، بل إن هو إلا بادرة تحفيزية على البحث والتقصي في جماليات المتضادات/ المتناقضات.
فالفنان ها هنا زين العابدين يعرف ذلك جيّدا، فنجده يوظف متضادات عدة داخل أعماله، ومن أهمها "المتضادات اللونية"، إذ تارة يجعل من الأبيض فراغا وخلفية لكتله وخطوطه ولطخاته، وتارة يوظف اللون الأسود في ذلك، ويعطيه مساحة هامة داخل الإطار/ الشكل، أو اللاإطار/ اللاشكل. فهذا الفنان مخلص للأسود، هذا اللون الذي يقول عن توظيفه من قبل الفنان في أعماله، الناقد المغربي الراحل إدموند عمران المالح "إنه الأسود الذي يُبلّغ، ويولد أشكال أعماله، التي في تنوعها، تشكل أقمشته".
وتارة أخرى يجعل تدرّجات اللون الواحد تلعب دور المتضادات، إذ يراوح اللون الأبيض من أقصاه إضاءة، إلى الاقتراب به، إلى الرمادي القريب من الأسود. أو يُؤالف بين الأبيض والأسود، جاعلا من لون ثالث خطّ وصل بينهما (الأحمر، البرتقالي، الأزرق، إلخ)، معتمدا كعادته على تلك الخطوط، أو كما أسميها، شخصيا، كائناته أو شخوصه الحية، التي يراوح مكانها، تارة في أعلى وطورا في أسفل أو وسط اللوحة.
قد يكون الفراغ في التصوف لا يحضر بنفس المفهوم والمعنى الفيزيائي أو الفضائي للكلمة، بل هو كما يقول خالد بلقاسم "تجربة تنشد الأقصى، مستشرقة الماوراء، ما وراء كل شيء، ما وراء الأحكام، وما وراء الضدية المنتجة لحجب الثنائيات. إنها منطقة بعيدة، فيها يتسنى للهوية الصوفية أن تتحقق من الآخر الذي به تتغذى وتتجدد. آخر منفلت دوما، يتوقف ومض ظهوره على شسوع الفراغ".
إنه بهذا المعنى بعد ماورائي، إنه التجلي والاختفاء في آن واحد، فنكون كما أشرنا سالفا أمام متضادات. المتضادات هنا، التي نبتغي الوقوف عندها، هي تلك الجمالية، فالفنان زين العابدين يجعل من البعد الصوفي بكل ما يحمله من مدلولات ومعاني ماورائية وروحية، خلفية انطلاق واشتغال يعتمد عليها بالأساس في أعماله.
وهذا يظهر جليا في ذلك الشكل الحاضر بشكل ملحوظ في أعماله الأخيرة سواء في هذا المعرض الأخير أو قبله، ألا وهو الدائرة، التي سبق وأشرنا، في مقال سابق، لتعبيريتها ومدلولها الصوفي ونسبتها إلى الحلاج من حيث منطلق اعتمادها من قبل الفنان.
وارتباطا بالفراغ والتصوف، فـ"المخيف، أيضا، في الفراغ الاعتقاد بأنه فارغ"؛ اعتقاد تهدمه تجربة النفري بكشفها أن الفراغ ليس فارغا "الفراغ ممد، واهب، مؤت، نتوج. الفراغ خروج من زمن امتلاك الشيء إلى زمن التحرّر منه. الفراغ انتساب إلى مستحيل لا ينفتح الإمكان فيه إلا كي يغذّي الاستحالة".
إنه بهذا يكون الفنان زين العابدين الأمين يركب كمغامر خضم التجريب، الذي تتبناه الحساسية الجديدة، كأحد منطلقاتها ومرجعياتها، بغاية التجدد المستمر، نحو آفاق متجددة وليس أفقا واحدا.

المزيد من الاخبار

خريطة زوار الموقع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 4
عدد زوار اليوم : 151
عدد زوار أمس : 192
عدد الزوار الكلي : 112605
انطلاق محادثات جنيف 3 بشأن المسألة السورية أوباما يدرس إرسال قوات “كوماندوز” تقاتل الى جانب الجيش العراقي والبيشمركة المياه النيابية تتهم اميركا والحكومة بالتقاعس عن معالجة سد الموصل وفد اقليم كردستان برئاسة بارزاني يصل الى بغداد الانتخابات الأميركية.. المنافسة بدأت! تونس.. للياسمين رائحة الدم أنقرة واشنطن.. استمرار الخلافات مشكلة غياب المعارضة الرشيدة “خارج الخدمة”’.. رؤية سينمائية مصرية مخيفة للتدهور نجيب محفوظ.. درس الكتابة والحياة